بسم الله الرحمن الرحيم




تخلي الحكام عن رعاية الرعية بالاسلام والعدل

 

يدفع الناس لمعاملتهم بالمثل


الخبر: ضبط ٥٠ حالة إعتداء جديدة على المياه في الرصيفة

عمون- نفذت وزارة المياه والري / سلطة المياه وشركة مياه الأردن مياهنا /مياه الرصيفة بالتنسيق مع وزارة الداخلية ومحافظ الزرقاء ومتصرف لواء الرصيفة وبإسناد من مديرية الأمن العام / شرطة لواء الرصيفة حملة جديدة في لواء الرصيفة أسفرت عن ضبط ( 50) إعتداءا جديدا على خطوط المياه وعمليات سحب مياه بطريقة غير مشروعة لبيع الصهاريج في مناطق لواء الرصيفة تسحب من حصص المواطنين المخصصة لغايات مياه الشرب .

التعليق: إن الناظر للوهلة الأولى إلى موضوع كهذا سيحكم مباشرة على مدى إنحراف كثير من فئات المجتمع بسبب قيامهم بمثل هذه الأفعال التي تعتبر (سرقة)، و لكن المدقق في هذا الواقع المرير لشعوب المسلمين و ما أوصلهم إلى مثل هذه المستويات سيكتشف العديد من النقاط التي أفرزت هذه النواتج و منها:

١- غياب مفهوم و واقع الرعاية المنوط بالراعي و الحاكم و الوارد في قول رسول الله صلى الله عليه و سلم (و الإمام راع و مسئول عن رعيته).

٢- عدم قناعة الشعوب بمدى عدالة القوانين و الأنظمة التي تسير حياتهم و تحل مشاكلهم كونها بعيدة كل البعد عن همومهم و لا تخدم إلا مصالح المتنفذين و أصحاب السلطة و الحكم، على حساب مصالح عامة الناس إضافة إلى إحساس الناس بمدى الظلم الواقع عليهم بسبب هذه القوانين الوضعية الظالمة فترى الشعب يجوع و يعرى و من أنيط به واجب رعايته يزداد غنا و ترفا و فحشا بعكس الوضع الذي يجب أن يكون...

 

و مثال ذلك عندما جاع المسلمون أثناء حفرهم الخندق ذهبوا إلى حاكمهم و قائد دولتهم رسول الله صلى الله عليه و سلم يرفعون إليه أمرهم فوجدوه قد ربط على بطنه حجرين من شدة جوعه فهو يشاركهم همهم بل و يجوع قبلهم، و عندما دعي عليه الصلاة و السلام إلى طعام في نفس هذه الغزوة لم يقبل إلا أن يشاركه عامة جيش المسلمين في هذه الدعوة و هذا ما كان و يجب أن يكون حتى يقتنع الناس و الشعب بدولتهم و راعيهم ويخلصوا له الطاعة بالمنشط والمكره، كما نذكر أيضا ما قاله خليفة المسلمين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عام الرمادة مخاطباً معدته الفارغة من الطعام قائلا ( قرقري فوالله ليس لك إلا الخبز و الزيت حتى يشبع أبناء المسلمين).

 

٣- أن نهب الأموال و الثروات و بيعها و منها المياه كنهر الأردن الذي تم بيعه بل تسليمه ليهود هو نهج الدول الرأسمالية ممثلة بالقائمين عليها من حكام و حاشياتهم فعندما يرى الناس هذه الأفعال الشنيعة سينهجون نهج حكامهم بالغش والسطوة و يفعلون نفس هذه الأفعال فيأكل القوي الضعيف، ألا تذكرون قول سيدنا علي بن أبي طالب لخليفة المسلمين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عندما تعجب من عفة جيش المسلمين العائد منتصراً و محملا بغنائم كسرى لا ينقص منها شيء ( عففت يا أمير المؤمنين فعفوا و لو رتعت لرتعوا).

 

٤- غياب الإسلام العادل بنظامه و تشريعاته عن واقع الحياة واستبدالها بالأنظمة و القوانين الوضعية الطاغوتية الجائرة ، والذي بدونه لا يصلح حال و لا تنهض الأمة من كبوتها ولا تستقيم أمور الرعاية والعدل بين الناس، و هذا ما علينا كمسلمين العمل لإعادته و إقامته من جديد أي إستئناف الحياة الاسلامية بدولة ترعى الرعية و تقسم بالسوية و تعدل في القضية و على رأسها إمام عادل خليفة للمسلمين يطبق فينا شرع الله العادل و يعيش هموم الناس بدولته  و القائمين عليها بما يرضي الله حتى يكتمل النسيج المحكم  الناصع لهذه الأمة العظيمة.

 

(ثم تكون خلافة على منهاج النبوة) صدق رسول الله

 

كتبه للمكتب الاعلامي لحزب التحرير/ ولاية الاردن

الاستاذ حمزة مجلي

     
10 من ذي القعدة 1440
الموافق  2019/07/13م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/