بسم الله الرحمن الرحيم




 

تعليق صحفي

تصريحات الرزاز لسي أن أن حول معاهدة

وادي عربة تكذبها الوقائع على أرض الواقع

 

في مقابلة مع سي ان ان أول أمس قال رئيس الوزراء الاردني عمر الرزاز أن معاهدة وادي عربة في أدنى مستوياتها وهي معرضة للخطر، وفي رده على سؤال حول موقف بلاده الرافض لـ"صفقة القرن" الأمريكية المزعومة، وأثر ذلك على العلاقات مع واشنطن، ودعمها للمملكة اقتصادياً، أكد رئيس الوزراء أن العلاقة بين الأردن والولايات المتحدة عميقة وتاريخية واستراتيجية، ولن نخلط أبداً بين التطلعات السياسية والصفقات المالية،  وعبر رئيس الحكومة الأردنية، عن رفض بلاده لأي تصريحات تتبناها جهات إسرائيلية بـ"اعتبار الأردن فلسطين وترحيل الفلسطينيين إليها"


يضلل رئيس الوزراء الاردني بحديثه هذا لتلفزيون سي أن أن الامريكي عن موقف النظام الحقيقي، فهو يتمسك بها بكلتا يديه حفاظاُ على استقرار حكمه فوصف معاهدة وادي عربة بأنها في أدنى مستوياتها وأنها معرضة للخطر وكأنه يتحدث نيابة عن كيان يهود، لا عن مصالح الاردن وأهلها وإقتصادها، مقللاً من شأن وعي الأمة، فكيف تكون معاهدة وادي عربة في حالة من الجمود العميق والتنسيق الامنى مع كيان يهود وحماية حدوده  لم تتوقف ساعة من زمن، رغم الاعتداءات اليومية على المسجد الاقصى، وكيف تكون المعاهدة في خطر مع بدء تدفق الغاز المسروق من فلسطين، الذي ندفع المليارات ثمناً له بمديونيات وصلت عنان السماء، وكيف تكون في أدنى مستوياتها ووزير النقل في حكومته يصرح ويتنقل مروجاً لدور الاردن في إقامة مشروع سكة حديد حيفا - إربد لتكون بوابة لإنفتاح كيان يهود على البلاد العربية تطبيعاً وإستثماراً.


فهل جمود المعاهدة تعرض الاردن أم كيان يهود للخطر؟ فرئيس الوزراء يعلم تماماً أن الاردن لم يكسب قطميرا منذ المعاهدة المشؤومة  قبل 25 عاماً، لا سياسياً  ضد أطماع يهود سوى الخذلان والذل وإعطاء الدنية في ديننا، ولا إقتصادياً سوى الفقر والبطالة والمديونية.


أما الولايات المتحدة الامريكية عدوة الاسلام والمسلمين في المنطقة وأكبر دولة إرهابية في العالم، فالعلاقات معها لا عميقة ولا إستراتيجية إلا بالقدر الذي يتحالف فيه النظام معها ويؤدي دوره في تحقيق مصالح أمريكا في المنطقة، وهي لا يضيرها التلويح والتلميح من وقت لآخر بعصا وقف المساعدات كما ورد في سؤال المراسلة الامريكية وهي تلمح ضمنا بإحتمالية العبث بالاستقرار السياسي.


فأهل الاردن كانوا في طليعة بلاد العالم وبنسبة تزيد عن 80% من الذين ينظرون بسلبية إتجاه العلاقة مع أمريكا حسب استطلاع مركز بيو الامريكي في بداية عهد ترامب، فلا يستغبي رئيس الوزراء بجوابه عن  متانة هذه العلاقة حين يفصل بين التطلعات السياسية والصفقات المالية إلا نفسه،  وهو يعلم أن المساعدات الامريكية ليست بالمجان وأن برامج صندوق النقد الدولي أداة أمريكا الاستعمارية ليست إلا لأهداف سياسية لتكريس التبعية والخضوع والاذعان.


وبالنسبة لرفض الحكومة كما قال الرزاز لتصريحات تتبناها جهات "إسرائيلية بـ"اعتبار الأردن فلسطين وترحيل الفلسطينيين إليها"، وكأن نيتنياهو بريء من مثل هذه التصريحات وهو الذي يضرب بعرض الحائط كل بنود معاهدة عربة صباحاً مساءاً وهو يعلن ضم المستوطنات وتوحيد القدس عاصمة لكيان يهود بل ويعلن انه سيضم غور الاردن حال تكليفه بالرئاسة بعد فوزه بالانتخابات، فمثل هذه الاعمال كفيلة لمن يملك ذرة من حياء ورجولة ونخوة أن يلغي هذه المعاهدة، ويقطع كل العلاقات مع العدو المحتل ويتخذ حالة الحرب معه لوقت معلوم يمكن فيه هذه الامة بنصرة أهل الحق والقوة لإستئصال هذا الكيان المسخ وإقامة دولة الخلافة الراشدة التي تعيد لها عزتها وكرامتها لتنال رضى الله عز وجل.


إن أهل الاردن ينتمون للأمة الاسلامية وللهوية الاسلامية في مبدئها وعقيدتها ونظرتهم لليهود كأشد الناس عداوة للذين آمنوا ويتطلعون ويتوقون لليوم الذي يعلمون فيه اليهود درساً ينسيهم وساوس الشيطان بتحريك أبنائهم وجيشهم لكسر شوكة يهود واستعادة القدس وكل فلسطين، من أيدي هؤلاء الجبناء الذين لم يكن ليكون لهم شأن ولا  تطاول وتبجح لولا تخاذل هذه الحكومات وأنظمتها وتصريحاتها التي تثير الخزي والعار.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ )

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية الاردن

 

 

     
08 من رجب 1441
الموافق  2020/03/03م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/