بسم الله الرحمن الرحيم




صناعة المجتمع والإنسان

 

هل تبدأ صناعة المجتمع بصناعة الإنسان الفرد، أم بصناعة العقائد والأفكار؟ وهذه ليست مسألة جدلية, بل مسألة محسومة، ولم يحسمها الإنسان، بل حسمها رب الإنسان. حيث إن الإنسان مخلوق فليس له حق إصدار القرارت كيف يعيش، كما لم يكن له ذلك عند وجوده وحين موته، إنما القرار لله وحده.


فالنظر في واقع المجتمع يقول: "إن الناس يعيشون فيما بينهم ضمن علاقات معينة قبلوها لأنفسهم واجتمعوا عليها". والنظرة المبدئية تحكم على هذه العلاقات بأن تكون مبنية وصادرة عن عقيدة المبدأ، والمبدأ هنا الإسلام، فالمجتمع المسلم لما كانت عقيدة نظامه التوحيد, ووجهة النظر عند الناس مأخوذة من هذه العقيدة، يغضبون لانتهاك حرمات الله, ولغياب الإسلام عن الحياة, ويسعدون لتطبيق شرع الله، كان لا بد للفرد المسلم أن ينتبه لكل ما يصدر عنه من مواقف، وكان لا بد للدولة أن تحرص كل الحرص على إحسان تطبيق الإسلام، وعلى الإبداع في حمل الإسلام إلى الخارج حيث إنها حاملة مبدأ لا بد أن توصله للناس بالطريقة الشرعية التي جاء بها الإسلام.

وعلى هذا فالمجتمع المسلم يصنع صناعة، فالمسلم يتثقف بثقافة الإسلام, ويبذل الجهد والمال في سبيل ذلك؛ لأن الله عز وجل لا يقبل أن يعبد على جهل، فإيجاد هذا لمجتمع على هذا الوجه عبادة لله؛ لأنها كلها أحكام شرعية، فهي صلاة وعبادة، سياسة واقتصاد، علاقات دولية، تنفيذ حدود، رعاية للناس والشجر والدواب، علوم وآداب، ووجهة نظر في التعامل مع كل الأشياء والأحداث.

أما النظام وهو الأحكام الشرعية الحاكمة على العلاقات والرعاية فهو من أهم ما يجب الإعتناء به؛ لأنه بوجوده يستمر المجتمع وينهض, وتظهر كلمة المسلمين وعظمتهم, وتصان كرامتهم، إذن المجتمع وحدة متجانسة في الفكر والأداء والمشاعر، والإنسان الفرد لبنة أساسية فيه, لا بد أن تكون صالحة لهذا البناء.
أما المبدأ وعقيدته ونظامه للحياة فلا بد أن يكون من الله تعالى حتى تسعد البشرية في الدنيا والآخرة.

 

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية الأردن
الأستاذ: هيثم الناصر "أبو عمر"

 

     
27 من ربيع الثاني 1436
الموافق  2015/02/16م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/