بسم الله الرحمن الرحيم




بل الأمة تنتظر اللحظة للقضاء على كيان يهود

 

تناقلت وسائل الإعلام أن الملك عبد الله الثاني حذر من أن التأخر في الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينة استنادًا إلى حل الدولتين الذي يلقى قبولاً عربيًا ودوليًا يعرض المنطقة لمزيد من النِّزاعات والفوضى... عجبًا, وكأن سبب عداوة المسلمين في المنطقة والعالم لكيان يهود هو عدم رضوخ هذا الكيان المسخ لمبادرات السلام، العرببة منها أو الدولية وكأن المسلمين في المنطقة والعالم يسعون ويلهثون وراء السلام والتسوية مع كيان يهود.

 

لا وألف لا. إن هذا الإيحاء بهذا الواقع غير الموجود وغير الصحيح، إنما هو تزوير للحقائق التي تؤكد وتثبت يومًا بعد يوم بل في كل لحظة أن المسلمين ضد الصلح والمفاوضات والتسوية مع كيان يهود, وهو أيضا على النقيض تمامًا لما هو عليه الرأي العام الجارف الهادر ضد كيان يهود ووجوده، بل إن المسلمين في المنطقة والعالم يرفضون وجود يهود في بيت المقدس وفاءً للعهدة العمرية والتزامًا بها, والتي أبرمها أمير المؤمنين وخليفة المسلمين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهم لم ولن يقبلوا بوجود كيان يهود بل يقاومون وجوده وبقاءه على أرض فلسطين، وينتظرون اللحظة والفرصة التي يمتلكون فيها إرادتهم ويستعيدون سلطانهم، لينقضُّوا على هذا الكيان المجرم ويقطعوا حبال دعمه، لينهوا وجوده وليزيلوا آثار ظلمه وإجرامه وحقده.

 

يا من توحون بأن المسلمين يلهثون وراء السلام، وأن الفوضى التي يعيشون, سببُها عدم تحقيق التسوية، اعلموا أن المسلمين يقدسون كلام ربهم القائل في محكم كتابه: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَ‌كُوا). (المائدة 82) ويعتقدون به ولا يساورهم فيه شك قطعًا، وإنكم تعلمون وتعلم الأمة أن من يلهث وراء التسوية والسلام مع كيان يهود ويبذل كل الجهد ويسخر كل الإمكانات من أجل الوصول إلى حل للقضية الفلسطينة على أساس حل الدولتين أو القرارات الدولية أو المبادرات العربية إنما هم الحكام وأوساطهم السياسية أولئك الذين أخذوا على عاتقهم تثبيت كيان يهود والمحافظة على أمنه واستقراره، وأخذوا على عاتقهم أيضًا ترويض المسلمين وشعوب المنطقة على القبول بوجود كيان يهود والاستسلام له, ورهن حاضرهم ومستقبلهم به، وتسخير كل ثروات وإمكانات بلادهم لإبقاء واستمرار كيان يهود على أرض فلسطين.

 

ولكن بفضل الله ومنِّهِ وكرمه فإن الأمة الإسلامية وشعوب المنطقة قد استيقظت يقظة أرعبت وستظل ترعب حكامها إلى أن تتمكن الأمة من إزالة ظلمهم, وإعادة كيانها السياسي الشرعي, المتمثل في دولة الخلافة على منهاج النبوة.

 

 

كتبه رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - الأردن

الأستاذ: ممدوح أبو سوا قطيشات

 

     
25 من جمادى الأولى 1436
الموافق  2015/03/15م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/