بسم الله الرحمن الرحيم




قضاة الإسلام ... بين الأمس واليوم

لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ المَلِكُ الحَقُّ المُبِينُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ العَدْلُ اليَقِينُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّنَا وَرَبُّ آبَائِنَا الأَوَّلِينَ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِنَّا كُنَّا مِنَ الظَّالِمِينَ. (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ). (الزمر 46). أمَّا بَعدُ:
الحَقُّ, وَالحَكَمُ, وَالعَدْلُ ثَلاثَةٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ الحُسنَى: أمَّا الحَقُّ فَهُوَ الَّذِي يُحِقُّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ, وَيُؤَيِّدُ أولِيَاءَهُ. وَأمَّا الحَكَمُ فَهُوَ الَّذِي يَفْصِلُ بِمَا يَشَاءُ بَينَ مَخلُوقَاتِهِ, وَيَفْصِلُ بَينَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ, لا رَادَّ لِقَضَائِهِ, وَلا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ سُبحَانَهُ. وَأمَّا العَدْلُ فَهُوَ الَّذِي حَرَّمَ الظُّلْمَ عَلَى نَفسِهِ, وَجَعَلَهُ بَينَ عِبَادِهِ مُحَرَّمًا, فَهُوَ المُنَزَّهُ عَنِ الظُّلْمِ وَالجَورِ فِي أحْكَامِهِ وَأفعَالِهِ, وَهُوَ الَّذِي يُعطِي كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ, وَهُوَ القَائِلُ جَلَّ فِي عُلاهُ: (لَقَدْ أَرْ‌سَلْنَا رُ‌سُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُ‌هُ وَرُ‌سُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ). (الحديد 25).
قَالَ الشَّيخُ مُحَمَّد عَلي الصَّابُونِي رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بالبينات} الَّلامُ مُوَطِّئةٌ لِقَسَمٍ مَحذُوفٍ أي وَاللهِ لَقَدْ بَعَثنَا رُسُلَنَا بِالحُجَجِ القَوَاطِعِ وَالمُعجِزَاتِ البَيِّناتِ. {وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الكِتَابَ وَالمِيزَانَ} أيْ وَأنزَلْنَا مَعَهُمُ الكُتُبَ السَّمَاوِيَّةَ الَّتِي فِيهَا سَعَادَةُ البَشَرِيَّةِ، وَأنزَلنَا القَانُونَ الَّذِي يُحْكَمُ بِهِ بَينَ النَّاسِ، وَفَسَّرَ بَعضُهُمُ المِيزَانَ بِأنَّهُ العَدلُ وَقَالَ ابنُ زَيدٍ: وَهُوَ مَا يُوزَنُ بِهِ ويُتَعَامَلُ. {لِيَقُومَ النَّاسُ بِالقِسطِ} أيْ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالحَقِّ وَالعَدْلِ فِي مُعَامَلاتِهِمْ. {وَأَنزَلْنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} أي وَخَلَقْنَا وَأوجَدْنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأسٌ شَدِيدٌ؛ لأنَّ آلاتِ الحَرْبِ تُتَّخَذُ مِنهُ، كَالدُّرُوعِ، وَالرِّمَاحِ، وَالتُّرُوسِ، وَالدَّبابَاتِ وَغَيرِ ذَلِكَ {وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} أي وَفِيهِ مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ لِلنَّاسِ كَسِكَكِ الحِرَاثَةِ، وَالسِّكينِ، وَالفَأسِ وَغَيرِ ذَلِكَ وَمَا مِنْ صِنَاعَةٍ إِلاَّ وَالحَدِيدُ آلَةٌ فِيهَا.
وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغفِرَتَهُ وَرِضوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: إِنَّ اقتِرَانَ إِنزَالِ اللهِ لِلحَدِيدِ فِي هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ مَعَ إِنزَالِهِ الكِتَابَ وَالمِيزَانَ لَم يَأتِ عَبثًا, بَل أتَى وَلَهُ دَلالَتُهُ وَإِيمَاؤُهُ وَإِيحَاؤُهُ, فَالكِتَابُ رَمزٌ للحَقِّ, وَالمِيزَانُ رَمْزٌ لِلعَدلِ, واَلحَدِيدُ رَمزٌ لِلقُوَّةِ وَالبَطْشِ, وَالبأسِ الشَّدِيدِ, فَالحَقُّ وَالعَدلُ لا بُدَّ لَهُمَا مِنْ قُوَّةٍ تَنصُرُهُمَا وَتحمِيهِمَا مِنْ أعْدَاءِ الحَقِّ وَالعَدْلِ, وَهُمْ كُثرٌ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَفِي كُلِّ مَكَانٍ, وَلأجْلِ هَذَا وُجِدَ القَضَاءُ فِي الإِسلامِ, وَقَدْ عَرَّفَهُ الفُقَهَاءُ بِأنَّهُ الإِخبَارُ بِالحُكْمِ عَلَى سَبِيلِ الإِلزَامِ.
لَقَد دَعَا عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ النَّاسَ إِلَى أنْ يُعطُوا الحَقَّ طَوعًا مِنْ أنفُسِهِمْ, فقال: "أَيُّهَا النَّاسُ, أَعطُوا الحَقَّ مِنْ أنفُسِكُمْ, وَلا يَحْمِلْ بَعضُكُمْ بَعضًا عَلَى أنْ تَحَاكَمُوا إِلَيَّ". أَجَلْ, هَذَا هُوَ الأصْلُ فِي دِينِ الإِسلامِ. وَمَنْ لَمْ يُعطِ الحَقَّ طَوعًا مِنْ تِلقَاءِ نَفسِهِ, يُجبِرُهُ القَاضِي عَلَى إِعطَائِهِ لِصَاحِبِهِ بِالقُوَّةِ. لِذَلِكَ قَالَ أبُو بَكرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فِي أوَّلِ خُطبَةٍ لَهُ بَعدَ تَوَلِّيهِ الخِلافَةَ: "أَلا إِنَّ أقوَاكُمْ عِندِي الضَّعِيفَ حَتَّى آخُذَ الحَقَّ لَهُ, وَأضعَفَكُم عِندِي القَوِيَّ حَتَّى آخُذَ الحَقَّ مِنهُ".
وَقَد صَنَّفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ القُضَاةَ ثَلاثَةَ أصنَافٍ: صِنفَانِ فِي النَّارِ, وَصِنفٌ فِي الجنَّةِ. رَوَى الطَّبَرَانِيُّ فِي المُعجَمِ الكَبِيرِ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ قَاضِيَانِ فِي النَّارِ، وَقَاضٍ فِي الْجَنَّةِ: قَاضٍ قَضَى بِغَيْرِ حَقٍّ وَهُوَ يَعْلَمُ، فَذَاكَ فِي النَّارِ، وَقَاضٍ قَضَى، وَهُوَ لَا يَعْلَمُ، فَأَهْلَكَ حُقُوقَ النَّاسِ، فَذَلِكَ فِي النَّارِ، وَقَاضٍ قَضَى بِالْحَقِّ، فَذَاكَ فِي الْجَنَّةِ».
وَرَوَى ابنُ مَاجَه فِي سُنَنِهِ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ، اثْنَانِ فِي النَّارِ، وَوَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ: رَجُلٌ عَلِمَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ، وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ جَارَ فِي الْحُكْمِ فَهُوَ فِي النَّارِ».
وَقَدِ التَزَمَ سَلَفُنَا الصَّالِحُ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ وَأرضَاهُمْ بِهَدِيِ الإِسلامِ فِي القَضَاءِ, فَكَانُوا نَمَاذِجَ يُقتَدَى بِهَا فِي العَالَمِينَ!! وَمِنْ رَوَائِعِ تَارِيخِنَا الإِسلامِيِّ العَظِيمِ, وَمِنْ أعظَمِ المُحَاكَمَاتِ الَّتِي سَمِعْتُ بِهَا مَا حَدَثَ لِلقَائِدِ قُتَيبُةَ بنِ مُسلِمٍ فِي سَمَرقَندَ أيَّامَ الفُتُوحَاتِ الإِسلامِيَّةِ:
بَدَأَتِ ﺍلمُحَاكَمَةُ، وَنَادَى الغُلامُ: يَا قُتَيبَةُ (هَكَذَا بِلا لَقَبٍ)، فَجَاءَ قُتَيبَةُ وَجَلَسَ هُوَ وَكَبِيرُ الكَهَنَةِ أَماَمَ القَاضِي جُمَيعٍ، ثُمَّ قَالَ القَاضِي: مَا دَعْوَاكَ يَا سَمَرقَندِيُّ؟
قَالَ: اجتَاحَنَا قُتَيبَةُ بِجَيشِهِ, وَلَمْ يَدْعُنَا إِلَى الإِسلامِ وَلَمْ يُمْهِلْنَا حَتَّى نَنظُرَ فِي أمرِنَا. التَفَتَ القَاضِي إِلَى قُتَيبَةَ, وَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي هَذَا يَا قُتَيبَةُ؟ قَالَ قُتَيبَةُ: الحَرْبُ خِدْعَةٌ, وَهَذَا بَلَدٌ عَظِيمٌ, وَكُلُّ البُلدَانِ مِنْ حَولِهِ كَانُوا يُقَاوِمُونَ, وَلَمْ يَدخُلُوا الإِسلامَ, وَلَمْ يَقبَلُوا بِالجِزيَةِ.
قَالَ القَاضِي: يَا قُتَيبَةُ هَلْ دَعَوتَهُمْ لِلإِسلامِ أوِ الجِزْيَةِ أوِ الحَرْبِ؟ قَالَ قُتَيبَةُ: لا, إِنَّمَا بَاغَتنَاهُم لِمَا ذَكَرْتُ لَكَ. قَالَ القَاضِي: أرَاكَ قَد أقْرَرْتَ, وَإِذَا أقَرَّ المُدَّعَى عَلَيهِ انتَهَتِ المُحَاكَمَةُ. يَا قُتَيبَةُ, مَا نَصَرَ اللهُ هَذِهِ الأُمَّةَ إِلاَّ بِالدِّينِ, وَاجتِنَابِ الغَدْرِ, وَإِقَامَةِ العَدلِ. ثُمَّ قَالَ: قَضَينَا بِإِخرَاجِ جَمِيعِ المُسلِمِينَ مِنْ أرْضِ سَمَرقَندَ مِنْ حُكَّامٍ وَجُيُوشٍ وَرِجَالٍ وَأطفَالٍ وَنِسَاءٍ, وَأنْ تُتْرَكَ الدَّكَاكِينُ وَالدُّورُ, وَأنْ لا يَبقَى فِي سَمَرقَندَ أحَدٌ, عَلَى أنْ يُنذِرَهُمُ المُسلِمُونَ بَعدَ ذَلِكَ!!
لَمْ يُصَدِّقِ الكَهَنَةُ مَا شَاهَدُوهُ وَسَمِعُوهُ, فَلا شُهُودَ, وَلا أَدِلَّةَ, وَلَمْ تَدُمِ المُحَاكَمَةُ إِلاَّ دَقَائِقَ مَعدُودَةً, وَلَمْ يَشعُرُوا إِلاَّ وَالقَاضِي وَالغُلامُ وَقُتَيبَةُ يَنصَرِفُونَ أمَامَهُمْ, وَبَعدَ سَاعَاتٍ قَلِيلَةٍ سَمِعَ أهْلُ سَمَرقَندَ بِجَلَبَةٍ تَعلُو وَأصوَاتٍ تَرتَفِعُ, وَغُبَارٍ يَعُمُّ الجَنَبَاتِ, وَرَايَاتٍ تَلُوحُ خِلالَ الغُبَارِ, فَسَألُوا, فَقِيلَ لَهُمْ: إِنَّ الحُكْمَ قَدْ نُفِّذَ وَإِنَّ الجَيشَ قَدِ انسَحَبَ فِي مَشْهَدٍ تَقْشَعِرُّ مِنهُ جُلُودُ الَّذِينَ شَاهَدُوهُ, أوْ سَمِعُوا بِهِ .. وَمَا إِنْ غَرَبَتْ شَمْسُ ذَلِكَ اليَومِ إِلاَّ وَالكِلابُ تَتَجَوَّلُ بِطُرُقِ سَمَرقَندَ الخَالِيَةِ, وَصَوتُ بُكَاءٍ يُسمَعُ فِي كُلِّ بَيتٍ عَلَى خُرُوجِ تِلْكَ الأُمَّةِ العَادِلَةِ الرَّحِيمَةِ مِنْ بَلَدِهِمْ, وَلَمْ يَتَمَالَكِ الكَهَنَةُ وَأهْلُ سَمَرقَندَ أنفُسَهُمْ لِسَاعَاتٍ أكْثَرَ, حَتَّى خَرَجُوا أفْوَاجًا, وَكَبِيرُ الكَهَنَةِ أمَامَهُمْ بِاتِّجَاهِ مُعَسكَرِ المُسلِمِينَ, وَهُمْ يُرَدِّدُونَ شَهَادَةَ أنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ.
لَقَدْ نُقِلَ إِلَينَا بِطَريقِ التَّوَاتُرِ أنَّ القُضَاةَ الَّذينَ يَفْصِلُونَ الخُصُومَاتِ بَينَ النَّاسِ مُنذُ عَهْدِ الرَّسُولِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ وَسَلَّمَ حتَّى نهايَةِ الخِلافَةِ فِي استَانبُولَ، كَانُوا يَفصِلُونَهَا حَسَبَ أحْكَامِ الشَّرعِ الشَّرِيفِ فِي جَمِيعِ أُمُورِ الحَيَاةِ، سَواءٌ بَينَ المُسلِمِينَ وَحْدَهُمْ، أوْ بَينَ المُسلِمِينَ وَغَيرِهِمْ.
وَبَعدَ أنْ وَطِئَ الكَافِرُ المُستَعْمِرُ أرضَ المُسلِمِينَ, وَاحتَلَّ بِلادَهُمْ جَعَلَ الْمَحَاكِمَ قِسْمَيْنِ: شَرعيَّةً, وَنِظَامِيَّةً، وَنَصَّبَ عَلَيهِمْ حُكَّامًا عُمَلاءَ مُوَالُونَ لَهُ يُنَفِّذُونَ سِيَاسَتَهُ, وَصَارَ القُضَاةُ الذين عَيَّنَهُمْ الحُكَّامُ يَفْصِلُونَ الخُصُومَاتِ فِي الحُقُوقِ وَالجَزَاءِ عَلَى غَيرِ الشَّرِيعَةِ الإِسلامِيَّةِ, بِحَيثُ تَتَنَاسَبُ مَعَ أهْوَاءِ هَؤُلاءِ الحُكَّامِ, وَتُرضِي أَسيَادَهُمْ مِنَ الكُفَّارِ المُستَعْمِرِينَ, وَتُغضِبُ جَبَّارَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ؛ وَتَضُرَّ بِالنَّاسِ, وَبِحَامِلِي الدَّعْوَةِ إِلَى استِئنَافِ الحَيَاةِ الإِسلامِيَّةِ بِإِقَامَةِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ عَلَى مِنهَاجِ النُّبُوَّةِ, عَلَى وَجْهِ الخُصُوصِ, فَقَدْ صَدَرَتْ بِحَقِّهِمْ أَحْكَامٌ تَقضِي بِسَجْنِهِمْ وَحَبسِهِمْ فِي سُجُونِ الظَّالِمِينَ أعْوَامًا عَدِيدَةً, وَسَنَوَاتٍ مَدِيدَةً, بَلْ لَقَدْ وَصَلَتْ هَذِهِ الأحْكَامُ فِي بَعضِ البُلدَانِ إِلَى حَدِّ الإِعدَامِ؛ فَلَحِقَ النَّاسَ بِسَبَبِهَا ظُلمٌ وَجَورٌ وَعَسْفٌ وَعَذَابٌ, وَصَارَ أُولَئِكَ النَّاسُ, وَحَامِلُو الدَّعوَةِ هَؤُلاءِ لِسَانُ حَالِهِمْ يَقُولُ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: إذا جَـارَ الأمِيــرُ وَحَاجِبَـاهُ ... أَو كَمَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَى:
إذا جَـارَ الوَزِيــرُ وَكَاتِبَـاهُ ... وَقَاضِي الأرضِ أجْحَفَ فِي القَضَاءِ!!
فَوَيـلٌ ثُـمَّ وَيـلٌ ثُـمَّ وَيـلٌ ... لِقَاضِي الأرضِ مِـنْ قَاضِي السَّمَاءِ!!

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - الأردن
الأستاذ: محمد أحمد النادي

     
04 من شوال 1436
الموافق  2015/07/20م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/