بسم الله الرحمن الرحيم




همسات
حول موضوع خطبة الجمعة الذي تفرضه وزارة الأوقاف الأردنية على الأئمة وخطباءالمساجد

( طلب السقيا من الله )

 

الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام ، الحمد لله الذي بيده الخير كله ، والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أيها المسلمون:
يقول الله عز وجل في محكم كتابه ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )، لقد رضي الله تبارك وتعالى لنا الإسلام منهج حياة وطريقة عيش لا مكان فيها لأحكام الكفر وثقافته، ولا مكان فيها للضنك والظلم ولا مجال فيها لإباحة المحرمات و إنتشار الفواحش والربا وتفشي الجريمة، وإنما السير وفق منهج الله وأحكامه والإلتزام بطريقة العيش التي أرادها الله لنا لأن فيها رضوان الله سبحانه وبها تعم رحماته وتنزل بركاته، فيها سعادتنا في الدنيا والآخرة ، حيث قال سبحانه:( وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا ).


أيها المسلمون :
أن المجتمع في الأردن لم يستقم على الطريقة التي أرادها الله سبحانه لنا لنسقى ماء غدقا، فالنظام في الأردن يحكمكم بغير شرع الله ، يحكمكم بشرائع وضعية من صنع البشر فرضت عليكم ضنك العيش وعمّ بها الظلم عليكم وبينكم واستبيحت بها المحرمات وانتشرت في البلد الفواحش وتفشى الربا والجريمة والفساد وكثرت الضرائب وارتفعت الأسعار وكثرت الامراض التي لم تكن في سالف عهدنا، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: أقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (يا معشر المهاجرين، خمسٌ إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قطُّ حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم يُنقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم) رواه ابن ماجه في سننه.


أيها المسلمون :
فبماذا نستسقي الله ؟!
انستسقيه سبحانه بإحكام الكفر التي تطبق علينا ؟! أم نستسقيه بخضوعنا لهذه الأحكام وعدم إنكارها ؟! أم نستسقيه بتقاعسنا عن العمل على إيجاد أحكام الإسلام في واقعنا ؟! أم نستسقيه بتفشي الربا والفواحش ؟! أم نستسقيه بعلماء السلاطين الذين يزينون كل باطل للنظام أم بأولئك الذين يميعون أفكار الإسلام ليرضى عنهم الحكام ؟!


أيها المسلمون :
فلنستسقي الله سبحانه ونطلب منه السقيا بإعلان البراءة من أنظمة الكفر وأحكامه لنستسقي الله سبحانه بإنكار أي أحكام تطبق علينا غير أحكامه، لنستسقي الله بمعاهدته على العمل لاستئناف طريقة العيش الإسلامي بتطبيق أحكامه وشرعه والعمل مع العاملين لنصرة شرعه و نصرتهم .
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)) الأعراف

 

     
27 من صـفر 1439
الموافق  2017/11/16م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/