بسم الله الرحمن الرحيم




تعليق صحفي
حل الدولتين تكريس لسيطرة أمريكا وكيان يهود على القدس وفلسطين

ويكشف زيف توجهات الأنظمة الحاكمة

 

أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي: إن اجتماع الوفد الوزاري العربي في العاصمة عمان جاء بهدف مناقشة سبل مواجهة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، وأضاف الصفدي: إن الاجتماع التنسيقي التشاوري أكد على ضرورة استمرار الانخراط مع المجتمع الدولي من أجل كسب التأييد العالمي، وتتويجه بالحصول على قرار سياسي دولي عالمي بالاعتراف بفلسطين على حدود 4 حزيران 1967 والقدس عاصمة لها.


تستدعي هذه التصريحات نظرة واعية مخلصة وعملية تجاه الحديث المتكرر والمذل منذ عدة عقود للأنظمة العربية ومعها السلطة الفلسطينية، والدعوة للسعي لدى المجتمع الدولي لكسب التأييد العالمي على حد قول وزير الخارجية لتتويج هذا السعي بحل الدولتين، والاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وفي ظل قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لكيان يهود، دون أن يتحقق شيء على أرض الواقع سوى المزيد من العدوان والاحتلال والقتل والتشريد لأبناء الأمة، يكون الهدف من هذا الحديث للنظام الرسمي أشياء أخرى لا تتعلق بمصلحة الأمة، ولا بلادها، بل جل الاهتمام ينصب على المحافظة على مصالح الأنظمة الحاكمة في البلاد العربية والإسلامية من حيث بقاؤها، في خدمة أطماع الغرب الكافر المستعمر وكيان يهود، وتكون الغاية هي المحافظة على دور هذه الأنظمة في الانخراط بالحل السياسي الدولي، الذي يؤكد الاعتراف بكيان يهود، والمحافظة على أمنه بل وإدراجه في الخطط الاقتصادية والتنموية للمنطقة بأموال المسلمين وثرواتهم وإذعانهم المذل لصالح هذه الدول الطامعة وكيان يهود.


فالاعتراف بكيان يهود علي أي جزء من فلسطين هو حرام وتخاذل وخيانة لله وللرسول وللأمة، لا فرق بين القدس ولا حيفا، علاوة على تطبيع العلاقات مع يهود، وتمكين الدول الرأسمالية الطامعة سواء كانت أمريكا أو أوروبا، من الهيمنة والسيطرة على مقدرات بلاد المسلمين وشعوبها، بل وفتح البلاد لقواعدها العسكرية وهيئاتها الدبلوماسية التي تجول البلاد لتكريس السيطرة والتجسس، وهو تمكين لأعداء المسلمين في حربهم على الإسلام والمسلمين وعقيدتهم وقيمهم ومشروعهم الحضاري، الذي تسعى الأمة لتحقيقه بإقامة دولة الخلافة الإسلامية، التي تعيد وحدتهم، وتعيد تمكينهم العسكري والاقتصادي، وتزيل الحدود بينها، وتعيد لهم سلطانهم المغتصب وأموالهم وثرواتهم المنهوبة من قبل حكامهم المستعينين على شعوبهم بالغرب الكافر خدمة لمصالحه وأجنداته الاستعمارية.


فمصلحة الأمة وشعوبها، تستوجب عليها القيام بواجبها بالعمل مع العاملين المخلصين، وعدم ترك الأمور بيد هذه الأنظمة المستبدة الطاغية، بل أطر هذه الأنظمة على الحق أطرًا، لإنهاء تسلط الدول الاستعمارية والتحالف مع أمريكا، والتنسيق معها بصفتها ما يسمى راعية المفاوضات، لا هي ولا كل المنظمات الدولية التي يسيطر عليها الغرب كهيئة الأمم، ومجلس الأمن، والعمل على إلغاء اتفاقية العار اتفاقية وادي عربة، ولا يغرُّنا بقية دول أوروبا بوقوفها ضد القرار الأمريكي وتحديدًا ما صرح به السفير البريطاني في الأردن من أن بريطانيا لن تنقل سفارتها للقدس، وأن القدس، واحدة من قضايا مفاوضات المراحل الأخيرة، فكلها سيان في أهدافها وإن اختلفت في الأساليب، فبريطانيا العجوز الحاقدة التي زرعت كيان يهود بعد تآمرها بإسقاط دولة الخلافة، والتي احتفلت بكل وقاحة بمرور 100 عام على إصدارها وعد بلفور، والتي تعمدت بسياساتها الاستعمارية الخبيثة أن تجعل من الأردن بلدًا عاجزًا ومحتاجًا دائمًا، هي أكذب من أن تكون حريصة على الأردن وأهله وأمنه. فنصرة فلسطين والقدس وحماية المقدسات، تكون بالعمل على الإعداد للقوة، والاستعداد للخيار العسكري بتحريك الجيوش لتحرير القدس، وليس بالانخراط مع المجتمع الدولي الذي أوجد كيان يهود ويحميه، ولا بالركون إلى المنظمات الدولية الاستعمارية وحلولها العدوانية الحاقدة التي تكرس وتشرعن اغتصاب الأرض المقدسة بموجب شرعتهم الدولية الكافرة، ولا بالركون والاستسلام للمبادرات الخيانية الظالمة التي قدمها ويقدمها الحكام في بلاد المسلمين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه".


إن مشروع الأمة الحضاري، وقضية الأمة المصيرية هي إقامة الدولة الإسلامية الراشدة الجامعة لكل البلاد الإسلامية في وحدة واحدة، يحكمها خليفة واحد على منهاج النبوة، هي التي ستعيد لأهل المنطقة ولكل المسلمين مكانتهم وعزتهم وكرامتهم وحقوقهم، وتمكنهم من القيام بواجباتهم الشرعية بتطبيق أحكام الإسلام ونيل رضا الله تعالى، وتمكنهم من الاستعداد وإعداد العدة الحقيقية التي ترهب أعداء الله من غرب مستعمر، وكيان يهودي جبان، لم يبن إلا بتواطؤ الحكام العرب وتآمرهم، فالواجب يستدعي من الأمة أن تقف في وجه سياسات الأنظمة التي تتهالك على الحلول الشرعية الدولية بحثًا وراء سراب بقائها، وتخالف الأحكام الشرعية التي بها تتحقق مصالح الأمة، والتي يحرم على حكام المسلمين تمكين يهود وكيانه، والدول التي ترعاه وتمده بأسباب البقاء، قال تعالى: (وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا). فلا حل لقضية فلسطين، بما فيها القدس إلا الحل العسكري، واتخاذ حالة الحرب مع يهود، وتسيير الجيوش لقتالهم واستئصالهم من كل أرض فلسطين، يقول الله تعالى: (
وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ). صدق الله العظيم.

 

 


نائب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية الأردن 
الدكتور أحمد حسونة

 

     
25 من ربيع الثاني 1439
الموافق  2018/01/12م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/