بسم الله الرحمن الرحيم




 

خبر وتعليق

أردوغان: " الاسلام يحتاج إلى تحديث "

 

 

 

الخبر:

في مقابلة صحفية قال الرئيس التركي بأنه من الضروري تحديث احكام الاسلام وقال بأنه لا يمكن تطبيق أحكام صدرت قبل قرون وأضاف:( لا يمكن تطبيق الاسلام بأحكام صدرت قبل أربعة عشر قرنا وتطبيق الاسلام يختلف بحسب الزمان والمكان).


التعليق:


وإزاء هذه الجرأة على دين الله، أود بيان الامور التالية:


إن حكامنا لم يكونوا يوما بأفضل حالا من الرئيس التركي، فقد سبق أن قال احدهم بأن المشكلة ليست في الإرهاب، وإنما  المشكلة تكمن في الإسلام نفسه، ومنهم من يريد محاربة الآيات والأحاديث التي تعادي كيان يهود،  وتتحدث عن كفرهم ،ومنهم ومنهم ...


إن تصريح أردوغان  لم يكن مفاجئا بحال ولسان الحال كما يقال يدل على المقال،  فإن أردوغان  هذا،  يواصل ليله بنهاره ويحشد قواته لقتال أهلنا في الشام بحجة محاربة الإرهاب، وتطهير المنطقة الحدودية من الأكراد وعدم السماح لهم بإقامة دولة على حدوده التي خطها له الاستعمار، هكذا يدعي مع أنه قبل ذلك لم يقف الى جانب الثورة، بل كان يترك الناس من أهل الشام يموتون على حدود دولته من البرد والجوع والعطش ...


الامر الثاني: إن أحكام الاسلام ثابتة لا تتغير وليست بحاجة الى تغيير أو  تبديل، وإنما  الاحكام الشرعية هي معالجات لمشاكل الانسان من حيث هو إنسان، فهي تحمل صفة الديمومة والشمول، والقرآن والسنة النبوية الشريفة التي صلحت لتحكم الناس ثلاثة عشر قرنا، تصلح لتحكمهم حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فالناس هم الناس ومشاكلهم هي مشاكلهم وهي بسبب غياب الاسلام وليست مع وجوده، وأردوغان  هذا وأضرابه من الحكام، يدركون هذه المعادلة جيدا حتى إنه كلما حز به أمر أو أراد أن يتحدث عن الماضي، تحدث عن ( أجداده ) من العثمانيين الذين حكموا الناس ما يقارب ستة قرون بالعدل والاسلام ،فهو يدرك أن سبب عز المسلمين هو الأسلام وأحكامه، بل ولربما لولا الدولة العثمانية ، ما زالت الصلبان تغزو تركيا وتقرع الاجراس، بدلا من رفع الاذان...


فالاحكام الشرعية المأخوذة من الادلة الشرعية ليست موسمية تصلح لوقت دون آخر،  وإنما قد لا يصلح لها رجال يقومون عليها أو يطبقونها،  فهذا الشرف لا يمن الله به إلا  على الذين هم أهل لها من عباده الذين إصطفاهم لهذا الفضل والخير العظيم، ولم يكن هذا الفضل ليسوقه الله لمن  قضى جل حياته السياسية يعمل ضد الأمة ويقف مع أعدائها، ويقاتل أهل الإسلام ويدع أهل الكفر، والا ما الذي يجعل جيشه قادراً على أن يدك عفرين بالطائرات والصواريخ، ولا يجعله قادراً على الدفاع عن أعراض المسلمين في الشام وتصويب البندقية نحو النظام العلوي الكافر، الذي ما زال يمارس كل ما تعجز عن تصوره الخيالات منذ ما يزيد عن سبع سنين،  كل هذا على مرأى من أردوغان وجيشه بل وتواطئه ....

الغريب أن هؤلاء الحكام ومنهم اردوغان هذا يعزو تخلف الأمة إلى الإسلام وأحكامه، وكما يدعي في تصريحه الاخير هذا، بأن الاسلام الآن لا بد له من قراءة جديدة،  فما كان صالحا للمسلمين قبل ثلاثة عشر قرنا لم يعد يصلح الآن، بمعنى ان الدستور الذي وضعه رب البشر، قابل للنظر من جديد واذا اقتضى الامر وتحت تغير الزمان فلا مانع من تغير الاحكام، ولكنه لا يجرؤ ان يغير في دستور وضعه الانجليز على يد مصطفى كمال، الدستور الذي به تحكم تركيا الآن، فدستور الله الذي هو القرآن قابل لإعادة النظر، ودستور عميل الانجليز اليهودي مصطفى كمال ليس قابلاً لإعادة النظر، بل هو ليس تحت النظر أصلا وصدق الله العظيم القائل: (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) ...


إن الدولة العثمانية هي التي كانت ترتعد فرائص اوروبا عندما يتناهى الى مسامعها، بأن الخليفة في القسطنطينية، أمسك بقلمه ليكتب أمراً، ربما يطالها، أو يريد أن يحرك جيشه للجهاد والفتوحات، هي نفس أوروبا التي يلهث وراءها اردوغان لتقبله عضواً، ليكون جزءا من الإتحاد الأوروبي،  الذي كانت كثير من أراضيه بيد الدولة العثمانية، عندما كان الإسلام الذي يتطاول عليه الآن، يحكم الدولة العثمانية وليست علمانية جده مصطفى كمال، وإنما  تركيا الخلافة، من أمثال سليمان القانوني وسليم وعبد الحميد،  فتركيا لم يكن الإسلام يوما سببا في تخلفها، وإنما لما قام عليها رجال يتقون الله في دينهم وأمتهم، قلوبهم قلوب الاسود على اعدائهم، رحماء على أهل الإيمان،  كانت تركيا دولة عزيزة، ولما تطاول عليها أشباه الرجال وأصبحوا حكاما عليها تغير حالها ووصفها، وأصبحت دولة تابعة ذليلة، فالمشكلة يا أردوغان ليست كما تدعي في الإسلام وأحكامه، وإنما المشكلة في الرجال.


 

كتبه للمكتب الاعلامي لحزب التحرير- ولاية الاردن

الاستاذ أبو المعتز

 

     
23 من جمادى الثانية 1439
الموافق  2018/03/11م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/