بسم الله الرحمن الرحيم




التعليق الصحفي

الشراكة مع حلف الناتو هي إستعانة

بحلف استعماري عدو للإسلام والمسلمين

 

مندوبا عن الملك عبدالله الثاني، شارك وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي في اجتماع مجلس حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي إنعقد نهاية الاسبوع الماضي، على مستوى قادة دول الحلف والدول الأعضاء في مجموعة شركاء الوضع المتقدم مع الحلف، والذي انعقد ضمن اعمال قمة حلف شمال الأطلسي، وبحث افق التعاون لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة جنوبي المتوسط.


إلى ذلك أشاد حلف الناتو بالدور الرئيس الذي يقوم به الأردن  في إطار وضع الشراكة المتقدمة للمملكة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، واكد  وزراء حلف الناتو الذين تحدثوا في اجتماع وزراء خارجية الحلف مركزية الدور الأردني وفرادة النموذج الاردني  قوة للاستقرار وشريكا موثوقا في محاربة الاٍرهاب وجهود حل أزمات المنطقة وتكريس ثقافة السلام واحترام الآخر.


يلاحظ من خلال المتابعات للسياسة الخارجية الاردنية، إزدياد وتعاظم الشراكة بين حلف الناتو والنظام في الأردن بشكل مضطرد مع مرور الوقت، خاصة منذ التسعينات، مما يعكس مواقف السياسة الخارجية الأوسع في الأردن، وعلاقاته الواسعة مع القوى الغربية والمؤسسات العالمية والتهافت على تبعيتها، وعلى الصعيد الثنائي، أعلنت الولايات المتحدة الأردن "حليفًا رئيسيًا من خارج الناتو" في عام 1996 ، مما مهد الطريق لمزيد من التعاون العسكري والاقتصادي المتزايد، والأردن أيضا جزء من الحوار المتوسطي لحلف الناتو ويتمتع أيضاً بعضوية الشراكة المتقدمة، ونشر قوات في بعثات الناتو من البوسنة والهرسك إلى أفغانستان، منذ عام 2010 ، وتستضيف الاردن بالتعاون مع وزارة الدفاع الأمريكية التدريبات العسكرية السنوية لعمليات الاسد المتأهب.


اما واقع حلف شمال الأطلسي الذي أسس بعد الحرب العالمية الثانية بهدف حماية الدول الاوروبية من خطر الاتحاد السوفياتي آنذاك، ثم بدأ الحلف يمارس دورا ونشاطا ملحوظا في التعامل مع العديد من القضايا العالمية في إطار إستراتيجية جديدة تقضي بالدفاع عن مصالح الناتو خارج االنطاق الجغرافي للمنطقة التي يغطيها الحلف، وذلك بحسب إستراتيجية "الخروج من المنطقة"، وخصوصاً بعد هجمات 11 سبتمبر على أمريكا، وعقد الشراكات والتحالفات مع تفاهمات تكتلية مثل الحوار المتوسطي و مبادرة إسطنبول للتعاون الاستراتيجي، وحتى شراكات متقدمة منفردة مع بعض الدول مثل الأردن وهي إحدى خمس دول تمنحها الناتو  هذه الشراكة في العالم ، والتي تحقق مصالح استراتيجية لحلف الناتو؛ الذي أصبح أداة استعمارية بيد أمريكا، ويلاحظ نشاطه في بناء الشراكات الأمنية، وتنامي أدوار الحلف في قضايا المنطقة وتزايد الوجود العسكري لأعضاء حلف الناتو في المنطقة، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا.


تقول سفيرة الولايات المتحدة لدى الناتو كاي بيلي هوتشيسون: " يؤمن الكونغرس الأميركي مع إدارة الرئيس ترمب أن الحلف هو أكثر فعالية وبكثير في ضمان أمن أمتنا من دولة واحدة تعمل بمفردها. وهذه الوحدة تبعث برسالة مهمة للغاية لكل من الأصدقاء والخصوم على حد سواء".


ويتضح من واقع هذه الشراكات أن من أهداف حلف الناتو، ومن واقع العمليات والتدريبات العسكرية، تسخير دول الشراكات والتحالفات كالأردن وغيرها من بلاد المسلمين، بالعمل وفق المصالح والأهداف والخطط العسكرية للحلف، وإخضاع الجيوش العسكرية والأمنية، والاستخباراتية والمعلوماتية للدول الاعضاء، علاوة على بناء القواعد العسكرية، ومراكز التدريب للدول الإقليمية المجاورة للتنسيق ولتحقيق نفس الأهداف الاستعمارية فيما يسمى بالحرب على الإرهاب وهو المصطلح الذي يستعمله الكافر المستعمر للتغطية على حربه على  الإسلام والمسلمين، وتشاركه في ذلك الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين، التي تحاول أن تمنع قرب زوالها وزعزعة أركانها من خلال الارتباط بمثل هذا الحلف أو إرتباطها بغيره من المعاهدات الثنائية، ومحاولة إضفاء الشرعية على الوجود الغربي في بلاد المسلمين من خلال القواعد العسكرية الغربية الدائمة، وتعزيز العلاقات التي توسم بأنها لمصلحة المسلمين وهي في واقعها تسليم وإذعان للإستعمار الغربي.


إن واقع الأحلاف العسكرية أنها اتفاقات تعقد بين دولتين أو أكثر، تجعل جيوشهما تقاتل مع بعضها عدوا مشتركا بينهما، أو تجعل المعلومات العسكرية والأدوات الحربية متبادلة بينهما، أو إذا وقعت إحداهما في حرب تتشاوران لتدخل الأخرى معها أو لا تدخل حسب المصلحة التي يريانها، وذلك حسب بنود الاتفاق والاعضاء المتفقين مثل حلف شمال الاطلسي الذي ينص على دخول الاعضاء في قتال يذود عن الدولة العضو المعتدى عليها، كوقوف الدول الاوروبية إلى جانب أمريكا بعد هجمات 11 سبتمبر2001.


يلزم من إدراك واقع حلف الناتو والشراكة المتقدمة معه، أن ما تقوم به الاحلاف العسكرية على أرض المسلمين والتدريبات والمناورات العسكرية المشتركة سواء في مراكز التدريب، التي بنيت بأموال المسلمين من أجل رفع القدرات القتالية لجيوش الامة، أو في تسخير المطارات والموانيء، او التبادل الامني المعلوماتي السيبري، يكسب هذا الحلف ودوله الخبرة العملية التي من شأنها أن تترجم إلى مزيد من القتل وسفك دماء المسلمين في المنطقة وكل بلاد المسلمين، لانها بمثابة تمكين لاعداء الامة الاستعمارية الكافرة وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وتسهيل للاعتداء على أرواح وممتلكات وثروات المسلمين، مما يجعل لهم سلطان على أرض الاسلام ويجعل للكافرين على المسلمين سبيلا، علاوة على أنها إنتقاص لسيادة الدول خصوصاً دول الشراكة المتقدمة مثل الاردن، وهو لا يجوز شرعا، قال تعالى: { وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً }. والأحلاف العسكرية بين المسلمين والكفار باطلة من أساسها ولا تنعقد شرعا، ولا تلتزم بها الأمة حتى لو عقدها خليفة المسلمين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ".

 

إن الأمة الاسلامية بسعيها نحو مشروعها النهضوي الجذري، بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وهي تدرك تماماً ان الغرب الكافر ومهما أشرك معه من أنظمة تأتمر بأمره ليعلم تماماً، أن هذه الانظمة زائلة وأن معركته الاخيرة ستكون مع الامة مباشرة، ولهذا وجب على المسلمين منع هذه الانظمة من مد يد العون لأعداء الامة، ووقف هذه التحالفات والخروج منها وعدم التعاون معها ولا الانقياد لاوامرها دولة وأفراداً، لانه إنقياد محرم فيه خذلان للمسلمين وتمكين لاعدائهم.

 

 

المكتب الاعلامي لحزب التحرير

ولاية الاردن

 

 

 

     
04 من ذي القعدة 1439
الموافق  2018/07/17م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/