بسم الله الرحمن الرحيم




نظرة في الدولة المدنية

الدولة المدنية العلمانية الديمقراطية

منذ مائة عام ونحن نعيش في دويلات صنعها الاستعمار الغربي، سواء أكانت (ملكيات ، جمهوريات ، سلطنات والامارات) تعددت الأسماء والحقيقة والمضمون واحد دولة مدنية علمانية ديمقراطية ذاقت الامة في عهدها الويلات والنكبات.


هذه الدولة التي يلهث وراءها اللاهثون ويدندن لها المدندنون ويتسابق إليها المتسابقون، هذه الدوله هي التي تكمم الأفواه وتنهب أموال الناس بالباطل، هذه الدوله المدنية الديمقراطية هي التي تقصم ظهور الناس بالضرائب ، هذه الدوله المدنية هي التي تتجسس على المكالمات الهاتفيه وتتعقب مواقع التواصل الاجتماعي وتسن قوانين التجريم الإلكتروني، هذه الدولة المدنية الديمقراطيه هي التي تسعى ليل نهار لتطهير البلاد والعباد من كل طهر وفضيله وتحل محل كل فضيلة رذيله.


هذه الدولة المدنية الديمقراطية هي التي أحتضنت الأشرار والفجار واستبعدت الأخيار الأطهار، إنها الدولة المدنية التي تستعبد الخلق لفئة قليلة شاذة يتلذذون بآلام المستضعفين ويحرمونهم هناءة العيش، إنها دولة الباطل التي تعيش الأمة تحت سلطانها.ترفع شعار محاربة الفساد في الوقت الذي شرعت له الأبواب وجنّدت له كل الفاسدين والمفسدين حتى أصبح الفساد نمط عيش لا تكاد تخلو جزئية من جزئيات الحياة وإلا وهي مشرعنة لفساده. وهذه الدولة التي لم يستلم فيها مسؤولٌ إلا ورفع شعار محاربة الفقر والبطالة والجوع والحرمان وفي كله كان الحرمان واقعا وحقيقة والبطالة والفقر نتيجة حتمية.


إنها الدولة المدنية التي انحدرت في سياسية شعوبها إلى أسفل الدركات وجعلت من وجودها أداة للغرب في محاربة الاسلام تحت مسمى محاربة الارهاب.


إنها الدولة المدنية التي دمرت إقتصادات الشعوب واستنزفت مواردها وتآمرت مع صندوق النقد الدولي والبنك الدوليين والصناديق المالية الاوروبية والغربية لتحميل هذه الشعوب بلايين الدولارات ديونا يستحيل فوائد الدين (الربا) فضلا عن أصل الدين والتي باعت مؤسسات ومقدرات الدولة للغرب المجرم، فرهنت الأرض ومن عليها لتلك المؤسسات الجشعة البشعة ومن ورائها الدول الاستعمارية.


إن الدولة المدنية في العالم الاسلامي دولة صنعها الغرب المستعمر الكافر بحيث تعمل لتحقيق مصالحه فكيف لعاقل عاش هذه الحقبة البشعة تحت سلطانها ولا يزال يدعو لها ويتغنى بإسمها ويدعوا لها إلا أن يكون بلا عقل ولا هوية عميلا مؤجورا للغرب اعتاد ذل العيش في اسفل سافلين .


أليست هذه الدولة المدنية التي قامت على الدماء والأشلاء والقتل والسجن الاضطهاد والملاحقة والرعب هي ما وصفها حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله (ثم يكون ملكا جبريا ) وهذه الجبرية المستعرة التي تجلد الظهور وتنتهك الحرمات وتحل ما حرم الله وتقتل وتسفك الدماء وتنهب الأموال، هي التي قال الله فيها ( يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ )، وهي التي سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم ساستها بالسفهاء واستعاذ منهم لقوله (اعاذك الله من إمارة السفهاء، قالوا ، وما إمارة السفهاء -قال- أمراء لايهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي من صدقهم بكذبهم واعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولا يرد على حوضي ، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وانا منه وسيرد على حوضي ). إن الدولة المدنية الديمقراطية هي دولة الظلم والجور والحرمان ودولة السفهاء، دولة التشريع فيها للبشر وليس لله الخالق المدبر، فلا يجوز الدعوة ولا الترويج لها ولا تمني العيش بظلها ونحن نكتوي بنارها ، فإن من يدعو ويروج ويسعى لها فهو للحق كاره وللباطل محب.


إن الواجب علينا كمسلمين أن نعمل لنبذ هذه الدولة وأفكارها وأن نعمل جاهدين لإعادة مجد الأمة ونهضتها باستئناف الحياة الإسلامية وإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فهي الدولة التي يكون فيها التشريع والحكم لله وحده وهي دولة عدل ورحمة للناس، الحاكم فيها يحاسب من قبل الامة صاحبة السلطان، فهي التي تراقب الخليفة في حسن تطبيق الاحكام الشرعية ورعاية الناس، وهي الدولة التي ستزيل الإستعمار وأذنابه وهي الدولة التي ستحررالمقدسات وتحمي الأعراض وتصون الأموال وتحمل الإسلام دين الرحمة والعدل للعالم وتنشر نوره في أرجاء المعمورة بإذن الله.


كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية الأردن

الأستاذ: أبو صهيب



     
21 من ذي الحجة 1439
الموافق  2018/09/01م
   
     
http://www.hizb-jordan.org/