الخبر:

نظم الاتحاد النسائي في عجلون بالتعاون مع جمعية معهد تضامن النساء الأردني وبدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية SAID ، حلقة نقاشية حول مادة 308 وأهمية الغائها من قانون العقوبات الأردني. وتنص المادة 308 من قانون العقوبات الأردني على أنه: "يعفى مغتصب الأنثى من العقوبة في حال زواجه من ضحيته بحسب المادة 308 من قانون العقوبات" كما تنص على أن "اغتصاب الذكر لا يعد اغتصابا بل هتك عرض، حتى وإن كان قاصرً". وقالت: إن المشروع ينفذ على مرحلتين:

الأولى: إجراء دراسات تتناول موضوع الجرائم الجنسية المرتكبة ضد النساء.

والثانية: الغاء قانون 308 والتي يمكن لمرتكبيها الزواج من المجني عليهن والإفلات من العقاب. وفي نهاية المحاضرة التي شارك فيها عدد من رئيسات الجمعيات الخيرية والتعاونية وسيدات المجتمع المحلي جرى نقاش حول اهمية الغاء هذا القانون الذي يلحق الضرر بالنساء المجني عليهن.

التعليق:

أولاً: بعد القضاء على دولة الخلافة الإسلامية, وتمكن الغرب الكافر من السيطرة على بلاد المسلمين واحتلاها شَرَع الكفر بتطبيق أفكاره وأحكامه ونظرته للحياة على بلاد المسلمين حيث قام بتطبيق ما يتعلق بنظام الحكم والنظام الاقتصادي تطبيقًا كاملاً بحكم سيطرته على بلادنا واحتلاها, وترك للمسلمين آنذاك ما يتعلق بالنظام الاجتماعي لحساسيته وتعلّق المسلمين به, فترك لهم أحكام الزواج والطلاق والميراث والحضانة, ولكن هل أكتفى الكفر بهذا بعد فترة من الزمن أم أخذ بمحاولة إبعاد المسلمين حتى عن تلك الأحكام من خلال وسائل وأساليب وتنفير المسلمين من أحكام الإسلام والدعاية لفكر الغرب وحرياته ونظرياته بحيث ظنه بعضهم أنه رقي وتمدن وحضارة وخُدعت به بعض المسلمات فأخذن يرددن ما يسمعن دون وعي وإدراك على خطورة تلك الأراء والمفاهيم بل والإجرام الذي يحاك ضد المراة المسلمة العفيفة التقية النقية الطاهرة لتخرج من عباءة الطهر والعفاف إلى مستنقع الرذيلة و الفاحشة والغواية؟؟!!

ثانيًا: لقد شرع الغرب بمهاجمة أحكام الإسلام وتشويهها مستغلاً ذلك الواقع المؤلم الذي تعيشة المرأة المسلمة في ظل أنظمة هو أوجدها عملت على صياغة الناس بعيدًا عن حضارتها ودينها وعقيدتها, ومن خلال عادات وتقاليد لا علاقة للإسلام بها وهو بريء منها فأخذ يصور ويهاجم اللباس الشرعي العفيف والطهارة ويهاجم التعدد والإنجاب, ويدعو للسفور والانحلال. منذ خلع الحجاب في مصر على يد دعاة الغرب آنذاك أمثال هدى شعراوي وقاسم أمين ولا زلنا نتذكر كيف نزل المجرم بورقيبة إلى الشوارع وخلع بالقوة الحجاب عن النساء, وكذلك المجرم رفعت الأسد, ومن قبلهما مصطفى كمال الذي غيّر نمط الحياة إلى ما يريدة الغرب الكافر، ولأجل أن ينحج الغرب في مؤامرته على المرأة المسلمة أنشأ منظمات نسائية في بلاد المسلمين تدعو إلى ما يريد ويعتقد وموّل هذه المنظمات ورعاها من خلال السفارات في بلاد المسلمين والمنظمات والإرساليات الدولية والاتفاقات الإجرامية مثل اتفاقية سيداو, والمؤتمرات مثل مؤتمر بكين والقاهرة وغيرها من أعمال, كل هذا ليجعل من مفاهيمه ونظرياته كأنها مطالب الأمة ومطالب داخلية ودعوة للحرية على حد وصفهم.

ثالثًا: إن المادة المراد تعديلها ليست من الإسلام, ولا علاقة للإسلام بها, بل هي شأنها شأن بقية المواد والدساتير من صنع الغرب الكافر, من خلال هذه الأنظمة التي وضعها الغرب الكافر على رقاب المسلمين فمن المعروف لدى كل مسلم, ومسلمة أن الزنا جريمة وحد من الحدود, وأن مرتكبه يعاقب بالرجم إن كان محصنًا, أو بالجلد إن كان غير محصن, ولقد وصف الله الزنا بقوله تعالى في محكم التنْزيل في سورة الإسراء (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا). (الإسراء: 32).

وورد في صحيح البخاري، في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الطويل، وفيه: «جاء جبريل وميكائيل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فانطلقنا فأتينا على مثل التنور، وأحسب أنه كان يقول: فإذا فيه لغط وأصوات، قال: فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا (أي صاحوا من شدة حره) فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: «هؤلاء الزناة، والزواني». والغرب ومن أمامه وخلفه تلك المنظمات النسائية المشؤومة لا تنطلق في عملها من جريمة الزنا, بل هي ضد الاغتصاب الواقع على امراة مستكره على فعلها, ولكنها إن كان الزنا بإرادتها, ودون إكراه لا مشكلة عند هذه المنظمات, فالقضية عندهن ليست من باب الزنا والجريمته, بل من باب عدم موافقة المرأة على فعل هي لا تريد أن تمارسه مع فلان, مع إقرار هذه المنظمات بعدم تجريم الزنا؛ لأنه حرية شخصية, وهذا ما يريده الغرب الكافر في بلاد المسلمين إفساد المرأة في بلاد المسلمين هذا من جانب أن هذه المادة لا علاقة لها بالإسلام. فهل طالبت تلك المنظمات بالإسلام وتحكيمه؟ أم طالبت بتعديل مادة إجرامية بمادة أخرى لا تقل عنها إجرامًا, وتفتح الطريق لفساد عريض مع المشاركات في هذه المنظمات هن من بنات الإسلام وأهله والأصل فيهن أن يطالبن بتحكيم الإسلام لا غيره وليحذرن من مؤامرات الغرب وجرائمه واتفاقياته المذلة.

وأخيرًا: إن المتابع لحياة النساء في الغرب لم يجد أن النساء هناك في سعادة وكرامة كما يدعي الغرب ويصور, بل إنهن في شقاء وذل, فهل أنتجت تلك الدعوات النجاة للمراة أم أتها جعلتها سلعة تباع وتشترى؟ وبعد أن يقضي الرجل منها متاعه يركلها بقدمه في مستنقع الذل والإباحية والإجرام مقابل لقمة لفترة لتعود إلى الذل والمهانة والاحتقار، كم من قصة قرأناها وسمعناها منهن، ألم تولِّد تلك الدعوات لهن الشقاء؟؟ فلماذا نحمل تلك الدعوات الهدامة إلى بلادنا وبناتنا وأخواتنا؟؟

إننا ندعوكن إلى دعوة أنصفت المرأة, وشرعت لها أحكاما من عند الله (ومن أحسن من الله حكما؟؟) إن المرأة ما كانت ولن تكون في سعادة وكرامة إلا بالإسلام فاتركن عنكن دعوة الجاهلية, ودعوة الغرب الكافر, واجعلن من الإسلام مطلبًا لكنَّ, ففي هذا فوز ونجاة عند الله في الدارين قال تعالى في سورة طه: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى).

كتبته للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - الأردن

راية أم ملك حمدان