أقامت السفارة الأميركية يوم الثلاثاء بالتعاون مع منصة زين للإبداع فعالية في تجمع الملك الحسين للأعمال، كجزء من زيارة وفد النساء والتكنولوجيا للأردن, وتضمنت الفعالية عرض فيلم وثائقي مدته 12 دقيقة، لتشجيع الشابات على استكشاف فرص عمل في مجال التكنولوجيا. قد يظن القارئ لهذا الخبر أنها مناسبة عابرة، أو حتى فعالية لا تعدو كونها دعاية ترويجية لشركة ما، بيد أن ما يحصل غيض من فيض لا منقطع من الفعاليات والإجراءات والمؤتمرات التي تنظمها دول الغرب, وعلى رأسها أمريكا لمحاولة الفتّ في عضد المجتمع المسلم، عن طريق "المرأة" قلب هذا المجتمع ونبضه.

نلاحظ هنا السعي الدؤوب لدولة كالولايات المتحدة الأمريكية لتلجأ لكل وسيلة ممكنة لإخراج المرأة المسلمة من بيتها, وإشغالها عن مهمتها الأساسية بوصفها أمًّا وربة بيت, تربي النشء, وتكون لأسرتها السكن، لا بل وتسعى هذه المبادرات لتجريدها من حقها في قوامة زوجها, وولاية والدها أو أخيها، وما يترتب على ذلك من حقها في النفقة المناسبة لها, وتأمين كل ما يلزمها، فأمريكا تلهث وراء تشغيل الفتاة الأردنية, وتبذل الجهد لتوعيتها على البحث عن فرص العمل التي تدر عليها دخلاً مرموقًا, وإننا لننظر لهذا الحدث من جهتين:

الجهة الأولى: هل تم توفير كل فرص العمل المناسبة للشباب والرجال لإعالة أسرهم، وتوفية التزامتهم وبناء حياتهم، فبقي علينا تأمين فرص العمل للفتيات والنساء، ويحتاج الأمر لتحريك الوفود والرعاية المباشرة للسفارة!
من الجهة الأخرى: هل أنهت أمريكا كل ما عليها من ذبح وقتل وسفك دماء، وحلت مشكلة سوريا واليمن وبورما وغيرها من بلاد المسلمين, وبقي عليها البحث عن كل فرصة لمحاولة تشغيل الفتاة المسلمة في الأردن، ثم أيعقل أن تحنو الثعالب على فرائسها؟؟!!

لا يسعنا إلا القول للفتاة والمرأة المسلمة في الأردن, لا بل أينما كانت: حذار أختاه فشراكهم منتشرة حولك, لا هدف لهم إلا تفلتك من مهامك الأصلية، وتجريدك من حقك في الرعاية والقوامة والنفقة، والتي وإن عجز عنها الزوج والأب والأخ كفلها لك ولي الأمر هذا حكم الله في المسأله، وإجبارك على تحمل عبء أنت في غنىً عنه هو ما يدفعونك إليه، وبذلك تكونين المدخل والوسيلة لفساد المجتماعات وهدم أركانها, وتقويض ما بقي في النفوس من تعلق بأحكام الشارع الخاصة بالمنظومة الاجتماعية, ولا بد لنا هنا من التنويه لنقطة هي غاية في الأهمية, ألا وهي أن الشرع الإسلامي أجاز للمرأة العمل في مختلف المجالات، ومما لا شك فيه أن المجتمع الإسلامي يحتاج للمرأة العاملة في كثير من المجالات: طبيبة, ومعلمة, وخبيرة تكنولوجية, وغيرها شرط أن تتوافر في هذا العمل الأجواء المناسبة للمرأة, وأن يكون مناسبًا لطبيعتها، وأن تلتزم هي بزيها الشرعي الكامل، وتحافظ على حدود واضحة في التعامل مع الرجل إن احتاجت ذلك في عملها, فلا كلام زائدًا إلا فيما يخص العمل, وبغضّ البصر، وعدم الخضوع في القول كي لا يطمع من في قلبه مرض. قال رب العزة عز من قائل: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا). (النور 31,30) ومن ينسى "الشفاء بنت عمرو" أول قاضية في الإسلام حيث عينها عمر بن الخطاب على الحسبة, والصحابة شهود فأقروا ذلك, لا بل أطاعوا أمرها, ونفذوا حكمها فيما اعترض من مسائل السوق؟؟

أختاه:
ندائي الأخير لك احفظي نفسك من خداع المخادعين، فلولا قوتك بإسلامك لما حاربوك، لقد أعزك الإسلام فلا يهينَّنك اللئام، وتذكَّري أن من يسفك دم المسلم مستهينًا به, لا ولن يهمه يومًا إنهاضه أو رقيه، وأن الأنظمة التي ترضى لك الخديعة, وتشارك فيها لا تعدو كونها أيدي الغرب التي تعيث فسادًا بيننا. قال تعالى في سورة الشورى : (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّـهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ). فَهيَّا أعملي مع العاملات ليُفَرَّجَ الهمُّ, ويُزالَ الكرب, ويعتلي الدولة ولي أمر يرعاك ويحميك، لتتعلّمي وتعملي, وتكوني أمًّا وزوجة, وربة بيت, وعرضًا مُصانًا, مطمئنة قويةً بإسلامك والتزامك، ولا تكوني ممن أعرض عن ذكر الله فساء عيشه, وضل سبيله. قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ). (طه 124,125).

كتبه للمكتب الاعلامي- ولاية الأردن:
مشاركة بحملة ( ارفعوا أيديكم عن أعراضنا)