يبدو أن نشاط حزب التحرير وشبابه في الاستفادة من مواقع التواصل الإلكتروني وشبكة الإنترنت لنشر دعوة الإسلام الصافية النقية، وكشف مخططات الكفار المجرمين ومكرهم بالمسلمين، وتآمر الحكام معهم على الأمة وانحيازهم ضد مصالحها... يبدو أن هذا النشاط أصبح يقض مضاجع الغرب وأتباعه وعملائه، بل وحتى دولة بوتين المجرمة التي تسفك دماء المسلمين يوميا في الشام بالوكالة عن أمريكا. بل حتى إن مسيرة تكبيرات عيد الأضحى باتت تؤرقهم!

فمنذ أشهر عدة تصلنا إشعارات رسمية من شركة يوتيوب تحوي معلومات عن قيام الجهات الأمنية الروسية بتقديم شكاوى على عدد من الملفات المرئية المنشورة على القنوات المختلفة لحزب التحرير كقنوات إعلاميات حزب التحرير ونداءات من بيت المقدس وغيرها، فلا يكاد يمضي أسبوع إلا ويتم فرض حظر على عدد من الملفات بحيث لا يستطيع من هم داخل سيطرة النطاق الروسي من مشاهدة هذه القنوات أو الملفات المرئية.

والملاحظ أنه باستثناء ملف واحد فإن كل تلك الملفات التي حظرت هي باللغة العربية، ما يجعل المرء يتساءل إن كانت هذه الهجمة ومحاولات الحظر المتواصلة تتخطى دولة بوتين المجرمة إلى غيرها.

كما يلاحظ أن الجهات الأمنية هذه تتقصد حظر الملفات المرئية ذات عدد المشاهدات الكبير نسبيا حتى لو كانت منشورة من سنوات عدة، وحتى لو كانت في عزاء أحد حملة الدعوة، ما يشير إلى أن المقصود هو محاولة الدفع باتجاه حظر قنواتنا المختلفة عالميا كما حدث مرات عديدة على مواقع التواصل الإلكتروني الأخرى مثل الفيس بوك والتي حذفت صفحات لحزب التحرير ولأميره العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله.

وآخر ذلك كان قيام السلطات الروسية بتقديم شكوى إلى إدارة موقع تويتر يطالبون فيها بحذف حساب مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير عثمان بخاش، تحت زعم أن ما ينشره على التويتر يعد تحريضا على أعمال العنف والتحريض على الإطاحة بالنظام الروسي، وهذه أعمال، بزعمهم، يجرّمها القانون الروسي. ولا عجب، فهذا القانون سبق له أن حظر صحيح الإمام البخاري، والأربعين النووية، وحصن المسلم، ما يكشف عن أن بيت السلطة الروسية لهو أوهى من بيت العنكبوت، إذ لا تطيق السلطة الستالينية-البوتينية سماع كلمة الحق، ولا تتعظ بمصير من سبقها من الأنظمة الدكتاتورية فتجهد عبثاً لإطفاء نور الحق بهذه الحركات العبثية.

وفي هذا المقام فإننا في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير نوجه هاتين الرسالتين:

الأولى: إن ما يجب أن تعلمه دولة بوتين المجرمة ومَن خلفها أن إجرامها ووحشيتها في الشام اليوم، ومن قبل في أفغانسان والشيشان والقوقاز، وفوق ذلك ملاحقتها لحملة الدعوة على الأرض وتقنين قوانين الغاب لتجريم المسلمين واعتقالهم وتعذيبهم لا لشيء إلا لأنهم يحملون كلمة الإسلام، ثم ملاحقة كل ما له علاقة بحزب التحرير ودعوة الإسلام في فضاء الإنترنت... كل ذلك لن يثنينا عن عملنا، ولن يزيد حملة الدعوة إلا إصرارا وتحديا لسياسة كم الأفواه ولإجرامها وإرهابها العسكري والمادي والسياسي والفكري المتواصل.

الثانية: إننا سنطلق حملة واسعة لنشر كلمتنا المرئية وزيادة عدد مشاهديها أضعافا مضاعفة، بل وترجمتها للروسية، مستعينين بالله سبحانه وتعالى أولا، ثم بالمسلمين الغيورين على دينهم الماقتين لإجرام بوتين ودولته المارقة ومن معها من دول الكفر ودويلات الضرار، التي تجاوزت بحربها على الإسلام والمسلمين كل الحدود.

وفيما يلي جزء قليل من روابط الملفات التي وصلنا حظرها في روسيا حتى الساعة والقائمة تطول:

إننا ندعو كل غيور على الإسلام، حريص على المسلمين، أن يشارك في هذه الحملة ويقوم بتكثيف زياراته لمواقعنا وقنواتنا المختلفة ونشر هذه الملفات وغيرها على نطاق واسع، بالإضافة للتفاعل بالتعليق والاشتراك والمشاركة المتواصلة.

ونحن ملؤنا الثقة بأن الله سبحانه وتعالى هو مولانا، وهو ناصرنا فنعم المولى ونعم النصير، ولا نشك لحظة أن مآل الطغاة المجرمين هو الهلاك والبوار، ﴿إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ﴾.

قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.

عثمان بخاش

مدير المكتب الإعلامي المركزي

لحزب التحرير