7 من شوال 1445    الموافق   Mar 28, 2024

بسم الله الرحمن الرحيم




عذرًا وسلامًا
لشيخنا سعيد رضوان "أبو عماد" المعتقل في محبسه


سلام عليك شيخنا!! مع بزوغ كل فجر، ودعاء كل صباح لك بالثبات والفرج!!

• سلام عليك دائم من إخوان لك لم تلدهم لك أمك!!

• سلام عليك من إخوة ولدهم لك اﻹيمان بالفكرة التي تحمل!!

• سلام عليك من إخوة لك ﻻ أراهم ينسونك على مدار الساعة، يشغلهم ما أنت فيه من محنة!!

• سلام عليك من إخوة لك يتضرعون لله بالدعاء أن يثبتك ويفرج كربك، أنت وإخوانك الذين سبقوك إلى ذات المحنة، والذين لحقوا بكم، على مساحة عالمنا اﻹسلامي الشاسعة!!

• سلام عليك واﻷلم يعتصرنا على حال أمة تقيد فيها أحرارها بأيدي أبنائها، ﻻ لذنب اقترفوه غير أنهم يطالبون بتحكيم شرع الله!!


لمصلحة من يجري هذا، والسجن في بلاد اﻹسلام، والسجان مسلم، والسجين يطالب بعودة اﻹسلام؟؟ ويكأن أمتنا تعيش حالة من التيه والتوهان!! ويكأنها تلقت ضربة على أم رأسها فدخلت في حالة ﻻوعي على ما يجري لها!! أمتنا تضرب نفسها بنفسها؟؟ تضرب إسلامها بإسلامها، وبقسوة الحاقد!! ضابط مسلم يقيد شيخًا مسلمًا، ويزج به في معتقل ﻷنه يطالب بالعودة إلى طاعة الله؟؟ ثم يتوضأ الضابط؛ ليؤدي صلاته المفروضة طاعة لله؟؟ فأي نوع من التيه هذا الذي نحن فيه؟؟ وأي انفصام هذا الذي لحق بأمتنا وأبنائها؟؟ وأي ارتباك هذا الذي يجري ﻹحساس المسلمين بأنفسهم وبدينهم؟؟ تالله إن اﻷمر ليدمي قلوبنا من حجم هذا التيه والارتباك!! ويكأن حواس المسلمين لم تعد تقوم بوظائفها الطبيعية!! ويكأن المسلمين يبصرون بآذانهم، ويسمعون بعيونهم!! ويحسون باﻷشياء ببطونهم!! ويدركون ما يجري حولهم بقدر ما يدخل ويخرج من جيوبهم!!


في ظل هذا المشهد شديد الارتباك، يبرز في اﻷمة أمثالكم شيخنا الفاضل "أبو عماد" بما تحملون من علاج لحالة التوهان التي يعاني منها أبناء اﻷمة، فتشكلون خطرًا على أؤلئك المجرمين أعداء اﻹسلام والمسلمين!! أؤلئك الذين أدخلوا أبناء اﻷمة في حالة التوهان هذه، ذلك أن العلاج الذي تحملون ناجع وشاف بإذن الله، إذا تناوله أبناء أمتنا في الموعد والكيفية التي تصفونها لهم كما وصفها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حين أخرج الناس من ظلمات الجهل والتيه إلى النور والهدى.

هذه الخطورة التي تشكلون على أولئك المارقين السارقين للسلطة من أمتنا في لحظة غفلت عن دينها، هذه الخطورة هي التي أعجزتهم عن مواجهتكم حجة بحجة، فلجئوا إلى أسلوب العجزة باعتقالكم ﻹبعادكم عن الساحة ولكن هيهات، فصورتك بهيبتها ووقارها، وصوتك المجلجل بدُررك الفكرية والفقهية، وحلولك السياسية بأسلوبك الرياضي المقنع الشيق، وبلغات العالم الرسمية تطوف اﻵفاق صباح مساء، وانت في محبسك، فمن ورائك حزب عظيم فيه إخوة لك تعرفهم ويعرفونك، رجال مثلك صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ولم يبدلوا تبديلا!!


أما إن سألت عن أحوالنا فنحن لسنا بخير، نعيش في سجن كبير نرى أمتنا حبيسة فيه، تريد إسلامها، وﻻ تقوى على التصريح بذلك، وإخوانك في حزب التحرير ﻻ يكلون وﻻ يملون من العمل مع اﻷمة ﻹخراجها من ظلمات التيه التي تلفهم إلى نور اﻹسلام الذي يسعدهم في الدنيا واﻵخرة، يلاحقوننا، يمنعوننا من مجرد الوقوف بشوارعنا مؤآزرة ﻷهلنا في حلب والشام ضد الغزاة، يعتقلوننا ثم يذهبون بنا إلى قضائهم، فيقرر القضاء براءتنا مما ينسبونه إلينا من تهم، وحسب قوانينهم، فلا تعجبهم أحكام قضائهم فينا، فيستمر تمديد اعتقالنا بأمر حكامهم اﻹداريين، دولة بقضاءين مع أنها مغتصبة لسلطتنا، أرأيت عدﻻ أكثر من ذلك؟! فإن أرادوا اﻹفراج عنا، غلظوا علينا الكفاﻻت المالية مع أننا بريئون مما ينسبونه إلينا، حتى بلغ سعر كفاﻻت اﻹفراج عنا حد المائة ألف دينار!!

نحن اﻷغلى شيخنا مع أننا ﻻ نواجههم بشتيمة كما علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فنحن نعلم أننا نبني الدولة اﻷعظم واﻷقوى فكرًا ورسالة للعالم عبر تاريخ الدنيا، ونعلم يقينا أنهم دول مارقة زائلة عما قريب، فحريٌّ بنا أن نكون اﻷغلى في المغنم والمغرم، ونحن لها بإذن الله!! وما وجودك في محبسك إﻻ دليل على هذا!!


نعم لسنا بخير هذا اليوم، ولن نكون بخير إﻻ أن تحين اللحظة التي يمن الله بها علينا بالنصرة والتمكين، وإعلان قيام دولة الخلافة على منهاج النبوة التي نسعى جميعًا لبنائها، وساعتها فقط سنعيد الحقوق ﻷصحابها، وسنأخذ على يد الظالم، ونأطره على الحق أطرًا، ساعتها لن يفلت مجرم بحقنا وحق أمتنا من العقاب كائنًا من كان: فردًا أو جماعةً أو دولةً، زادنا لذلك الوقت هو صبرنا على اﻷذى، ووقود صبرنا الذي ﻻ ينفذ هو وعد الله، وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم لنا بالنصر والتمكين!! هذا الوعد الذي نراه شاخصًا أمامنا رأي العين، فصبرًا شيخنا تعلمناه منك، وثباتًا رأيناه فيك نغبطك عليه، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس ﻻ يعلمون.


اللهم كن لشيخنا سعيد وإخوانه في محنتهم خير أنيس، وخير جليس، وسرِّ عنهم وحدتهم بصحبتهم لك، اللهم كما آنست يوسف بن يعقوب في سجنة، يا لطيفًا بعباده، يا ناصر كل مظلوم، يا حي يا قيوم، إلى من تكلنا وقد كشرت كل قوى الشر عن أنيابها، فارحم اللهم ضعفنا وهواننا على الناس، أنت رب المستضعفين، وﻻ رب لنا سواك، بك نسالم، وبك نخاصم، وعليك نتوكل، وبك نعتصم، اللهم فرجًا قريبًا، ونصرة تعيد روح اﻹسلام للحياة يا رب، اللهم آمين، وعذرًا إليك شيخنا.


كتبه: عبد الرؤوف بني عطا "أبو حذيفة"
عضو المكتب اﻹعلامي لحزب التحرير - وﻻية اﻷردن

 

     
25 من محرم 1438
الموافق  2016/11/25م
   
     
 
  الكتب المزيد
 
  • الدولـــة الإسلاميـــة (نسخة محدثة بتاريخ 2014/12/04م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند فتح الملف) الطبعة السابعة (معتمدة) 1423ه... المزيد
  • من مقومات النفسية الإسلامية الطبعـة الأولى 1425هـ - 2004 م   (نسخة محدثة بتاريخ 2014/10/21م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند فتح الم... المزيد
  • النظام الاقتصادي في الإسلام الطبعة السادسة (طبعة معتمدة) 1425 هـ - 2004م   (نسخة محدثة بتاريخ 2014/01/04م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة... المزيد
  • النظام الاجتماعي في الإسلام الطبعة الرابعة 1424هـ - 2003م (معتمدة)   (نسخة محدثة بتاريخ 2013/09/10م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند ف... المزيد
  • نظــــام الإســـلام   الطبعة السادسة (طبعة معتمدة) 1422هـ - 2001م   (نسخة محدثة بتاريخ 2012/11/22م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الص... المزيد