لقد انزل الله تعالى المطر والثلج والبرد رحمة للناس والدواب، وإخراجا لما في اﻷرض من نعم وخيرات. فقال الله تعالى:( وجعلنا من الماء كل شيء حي). ولكن النعمة قد انقلبت إلى نقمة في زمن حكام وضعوا أيديهم بأيدي أعدائهم، فتآمروا على أمتهم فقاتلوها وشردوها ونصروا عليها أعدائها، وعندما هرب المسلمون لينجوا بحياتهم وحفظا ﻷعراضهم واستجاروا بإخوانهم في الدين والعقيدة، و فوجئوا بالحدود التي قدستها اﻷنظمة العميلة، فخذلوهم وتخلوا عنهم وأسلموهم لمنظمات دولية باعت واشترت بمآسيهم. وتحت عنوان أنهم ﻻجئون تم وضع أخوة الدين والعقيدة في مخيمات اللاجئين على حدود الذل والعار في خيام ﻻ تقي برد الشتاء وﻻ حر الصيف. ان الوضع السيئ والمقصود الذي يعيش به اللاجئون من المسلمين في مخيمات الموت لهو جريمة ووصمة عار على جبين اﻷنظمة التي شاركت في قتلهم وتشريدهم، وفوق ذلك أنها خذلتهم. ولكننا نقول ﻹخوننا من المهجرين: أن البرد الذي تعانون منه سيكون نارا تحرق تخاذل الحكام وأدواتهم وأجهزتهم التي ساهمت بقهركم وبظلمكم. وإن كل ألم ومرض أصاب طفل فمات من برد الشتاء أو حرارة الصيف ستكون لعنة تلاحق هذه اﻷنظمة حتى تودي بها إلى ذل الدنيا والآخرة. وإن كل دمعة سالت من عين أم أو أب عجز عن حماية أسرته من البرد فأودت بحياة ابنته أو ابنه، ستعجل بإسقاط هذه اﻷنظمة المجرمة. وإن وجود خليفة يحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لهو البديل الطبيعي ﻹنهاء مأساتكم وجميع مآسي المسلمين. وإن غدا لناظره لقريب.
ابراهيم حجات
عضو المكتب اﻹعلامي لحزب التحرير وﻻية اﻷردن
|