الخبر: نقل موقع جراسا جزءاً من تصريحات السفير البريطاني في عمان ادوارد اوكدن، خلال لقاء صحفي في مقر السفارة البريطانية بعمان، حيث نقلت عنه تأكيد السفير البريطاني إلتزام بريطانيا بدعم الأردن في جميع المجالات وعلى مختلف المستويات الأمنية والإقتصادية والسياسية والتعليمية وغيرها بقوله: "دعمنا للأردن ثابت وسوف يستمر"، واشار اوكدن إلى وجود ثمانية قطاعات أردنية لتحقيق النمو تم تحديدها مسبقا بالتعاون مع جامعة أوكسفورد وعدة جهات مختصة أبرزها قطاع الخدمات والسياحة، والطاقة المتجددة، والصحة والتعليم، والخدمات عالية الجودة، مشيرا الى أهمية البرامج المحددة لتحقيق عملية التحول الاقتصادي. التعليق:
قبل التعليق على تصريحات السفير البريطاني، لا بد من مقدمة بسيطة عن مشروع الرئيس الأمريكي الأسبق أيزنهاور المسمى " مِلىء الفراغ" الهادف لطرد نفوذ بريطانيا من مستعمراتها ليحل محلها الاستعمار الأمريكي، والذي أطلق صراعاً أنجلو-أمريكي محتدم، راح ضحيته مئات الآلاف أغلبهم من المسلمين. ونتيجة ضعف واهتراء عملاء الإنجليز في المنطقة، استغلت أمريكا ذلك في الآونة الاخيرة فوجهت لهم ضربات متفاوته منها ضربات عسكرية بواسطة أدواتها كما يحصل في ليبيا واليمن، ومنها ضربات اقتصادية كما يحدث لدولة قطر والأردن لإخراج نفوذ الإنجليز منها.
إن قراءة تصريحات السفير البريطاني قراءة سياسية تُظهر بشكل جلي الدور الذي تمارسه بريطانيا في محاولتها لإيقاف مسلسل خروج مناطق نفوذها من بين يديها، فالأردن خاضعة لنفوذ الإنجليز منذ نشأتها وحتى اليوم إلا أن أمريكا تعمل لإزاحة نفوذ الإنجليز من خلال منظماتها ومؤسساتها المالية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية والصراع اليوم بينهما محتدم بقوة، وما تصريحات الملحق التجاري في السفارة الأمريكية في عمان قبل أيام قليلة، وتهديده لعدد من التجار والصناعيين في الأردن، ومنعهم من مباشرة الأعمال التجارية مع سوريا، إلا من باب الضغط الاقتصادي الذي تمارسه أمريكا، وما تصريحات السفير البريطاني إلا محاولة لطمأنة النظام في الأردن بوعود دعمه، وكأن النظام في الأردن لا يعلم أن وعود بريطانيا وأمريكا له كوعود الشيطان لأوليائه الذي وصفها الله تعالى بقوله: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}.
فالواجب على أهل الأردن إدراك ما يحاك ضدهم وأن لاينسوا أن بريطانيا كانت المتآمر الأكبر في العمل لعقود عدة لإلغاء دولة الخلافة على يد عميلها المجرم مصطفى كمال في 3/3/1924م ، فهي أساس البلاء والخبث والتآمر على الإسلام والمسلمين، وهي التي قسَّمت بلاد المسلمين في اتفاقية التآمر سايكس-بيكو، وهي التي أنشأت كيان يهود في فلسطين، وهي التي قسمت الهند وباكستان وأعطت كشمير للهندوس، وهي التي تحالفت وتنافست وتصارعت وأورثت أمريكا الحرب على الإسلام والمسلمين في خضم الحيلولة دون عودة دولة الخلافة على منهاج النبوة. فبريطانيا أساس المكر والخديعة، وهي العدو الحقيقي، فعلى أي أساس نرجو منها الخير والدعم الاقتصادي والعون؟! بل ما زالت هي التبعية والعمالة والولاء للكافر المستعمر الذي أعطى الحكم والملك، فبريطانيا تريد من النظام في الأردن من خلال تسويقه للمجتمع الدولي، الاستمرارَ في خدماته من أجل مصالحها الإقليمية والمحلية وحتى الدولية ولا تكترث لأهل البلاد البتة إلا الحد الأدنى الذي يسد رمق الناس ويبقيهم تحت السيطرة والولاء.
إن جميع المساعدات والقروض والمنح تأتي في إطار التوظيف السياسي والإذعان للدول الغربية الكافرة المستعمرة وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وغيرهما، في إطار الدعم الاقتصادي العقيم، من أجل اتخاذ المواقف التي لا تصب في مصالح الناس ومصلحة الأمة وعلى رأسها ذريعة الأسطوانة الممجوجة في مكافحة (الإرهاب) و(التطرف)، وهي في حقيقتها الحرب على الإسلام ومشروع الأمة النهضوي لإنشاء كيانها السياسي التنفيذي الذي يطبق أحكام الإسلام، الكيان الذي تتوق الأمة وتتحرك بشوق لإقامته وهو الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
فالواجب على العقلاء من أهل الأردن إدراك الخطر الجسيم الذي يتهدد بلدهم، وقطع يد تدخل دول الاستعمار في شؤونهم، وألا يتخذونهم ساحة وأدوات صراع لمصالحهم، وليلتفوا حول دعوة الخير التي نحملها لهم قبل فوات الأوان، مشروع دولة الإسلام الخلافة الإسلامية ففيها نجاتكم، فهي فرض ربكم ومبعث عزكم وقاهرة عدوكم ومحررة أرضكم ومحكمة شرع ربكم.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية الأردن الأستاذ: أبو عمر
|