الخبر: نقلت بعض وسائل الإعلام خبر وفاة أردني وسعودي السبت متأثرين بجروحهما جراء الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا. ليرتفع بذلك عدد ضحايا الهجوم على المسجديْن إلى 51 شخصا، وقد وصفت رئيسة الوزراء النيوزيلندية الحادثة باليوم الأسود في تاريخ البلاد وقالت إن منفذ الجريمة هو إرهابي من اليمين المتطرف وعنيف على حد تعبيرها. وكانت الشرطة النيوزيلندية قد طلبت من جميع المساجد غلق أبوابها الجمعة بعد حادث إطلاق النار الذي أدى لسقوط العشرات من القتلى.
التعليق: إن ما حدث من فاجعة عظيمة يوم الجمعة الفائت في نيوزيلاندا، لأكبرُ دليل على الحقد الدفين الذي يكنه المجتمع الغربي للمسلمين ودينهم فهو نتيجة حتمية لخطابات الكراهية التي تبثها الأنظمة السياسية في مجتماعات الغرب وأدل دليل على ذلك ما قاله وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، إن التطرف الوحيد الذي يجب الحذر منه هو "الإسلامي"، وذلك على خلفية "مجزرة المسجدين"، وأمام هذا المصاب لا بد من تجلية بعض النقاط .
أولاً: أن الحرب التي يشنها الغرب الكافر المستعمر وأدواته وعملائه من حكام روبيضات وأوساط سياسيه عفنه، إنما هي حرب دينية عقائدية تستهدف الإسلام والمسلمين، وما كان لشذاذ الأرض ومجرميها أن يستبيحوا بيوت الله الآمنة وينقضوا على المصلين رمياً بالرصاص لو شعر هؤلاء المجرمون أن من وراء بيوت الله ومصليها خليفة يتقى به، يُجَيشُ الجيوش ويستنفر الطائرات غضبة لبيوت الله ودماء مصليها، لكنهم علموا أنهم نصبوا حكاماً على المسلمين جبناء خانعين، أقصى ما يفعلون جعجعة دون طحين.
ثانياً: علينا أن نعي و نفهم أن ما يتم ترويجه من أذناب الاستعمار في بلادنا من أفكار مسمومة مضللة، كفكرة تعايش الحضارات والتقارب بين الأديان، ما هي سوى أكذوبة يسوقوها لنا معاشر المسلمين لتمييع أفكار ديننا، ولنخضع لهم ولمبدأهم الرأسمالي العفن لنذبح كالخراف مستسلمين، فضلاً عن الوقت الذي تم هدره في تجارب أشغلونا بها ونحن نسعى للنهضة والانعتاق من ربقة الكفر وأزلامه كالديمقراطية و الشيوعية و القومية و الوطنية وغيرها، والتي يجب أن نزيلها من قاموسنا الذهني والعملي ، وأن نعي امراً واحداً وهو أنه لا خلاص ولا إنعتاق إلا اذا توحدنا خلف مشروعنا الرباني وهو الخلافة على منهاج النبوة التي يسعى حزب التحرير جاهداً لإعادتها لواقع الحياة من جديد . ثالثاً: إن فكرة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة تظل فكرة، ما لم تحملها الأمة وتعمل على تطبيقها على أرض الواقع، وعلى طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالعمل السياسي والعمل الفكري، فتسير بنا سيراً حتمياً نحو النهوض والانعتاق، فيجب أن تتخذ الخلافة قضية مصيرية بأن تكون مسألة حياة أو موت، وكي يتحقق هذا الأمر يجب على كل قوى الأمة الوقوف موقفاً تاريخياً يرضى عنه رب العزة، بنصرة هذا المشروع الحضاري، وأولى هذه القوى هي الجيوش الإسلامية التي وقعت ضحية تآمر الغرب الكافر وعملائه من حكام رويبضات في بلادنا، فيجب أن تعي وتدرك هذه الجيوش أنها جزء لا يتجزأ من أمتها الإسلامية وأنها بإلتفافها ووقوفها مع أمتها تكون قادرةعلى تغيير وجه التاريخ واسترداد ما غُصب من هذه الأمة المكلومة على طول قرن من الزمان، وعلى الأمة أن تعلم أن هذه الجيوش هي منها ولها، لذلك يتحتم عليها أن تعمل بشكل جاد وحقيقي لعودة الفرع (أي الجيوش) الى الأصل وهي الأمة. فتلتحم بإذن الله أعضاء الجسد الواحد، فنكون حينئذ قادرين أن نرد الظلم عن أمتنا، ونحمي بيوت الله ودماء المسلمين، ونعود كما كنا نحكم الأرض كلها بكتاب الله وسنة نبيه الكريم .
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية الأردن أحمد يوسف
|