الخبر: أكد المدير العام لقوات الدرك اللواء الركن حسين محمد الحواتمة، أنه لا يليق بمتقاعد عسكري أن يتظاهر، وقال الحواتمة خلال استضافته في برنامج صوت المملكة عبر قناة المملكة، إن من يتقاعد برتبة لواء أو فريق قضى 35 عاما لماذا لم يتكلم سابقا؟! وأضاف إن هذا إما مصالح ومكاسب شخصية أو مدعوم من جهات خارجية ومدفوع له. التعليق: إن تصريح المدير العام لقوات الدرك اللواء الركن حسين محمد الحواتمة بأنه لا يليق بمتقاعد عسكري أن يتظاهر، وأن الذي يتظاهر من المتقاعدين العسكريين وخاصة أصحاب الرتب العالية منهم إنما لمصالح ومكاسب شخصية أو مدعوم من جهات خارجية ومدفوع له، ففي هذه الجملة ظاهر فيها العقلية التي يفكر بها أزلام النظام تجاه المتظاهرين، فكما هو معلوم يستدل على عقل كل امرىء بما يجري على لسانه، لذلك قيل في القدم ؛ تكلم حتى أعرف من أنت.
إن معرفة عقلية أزلام النظام في الأردن وكيف يفكرون، مهمة في تفسير تصرفاتهم تجاه المتظاهرين وطريقة تعاملهم معهم، وإن كان حديث مدير الدرك اقتصر على المتقاعدين العسكريين فهذا ينسحب على جميع المتظاهرين الذين لمّح أو تعرض لهم- خلال حديثه - بل وعلى كل من يحاسب النظام على أفعاله وتصرفاته، فالواضح أن النظام يزرع هذه الافكار في عقول رجالاته ويسهر على ترسيخها، ويعمل على تشويه صورة القائمين على محاسبته بأنهم لا يتحركون إلا بدافعين لا ثالث لهما، إما باحثون عن مكسب شخصي لهم يتنفعون من وراءه، أو عملاء لجهة أجنبية يخدمون أجندتها، ولا يخفى الخطر الكبير وراء هذه العقلية في التفكير، فقد استباحت أدوات الأنظمة التي مرت بها الثورات في بلاد المسلمين دماء وأعراض وأموال الناس، استناداً لهذه المبررات، حيث نجحت الأنظمة في اقناع أدواتها أن هؤلاء الثائرون ما هم إلا حفنة من المتنفعين والعملاء، فوجهت البنادق والمدافع والطائرات لتدك البيوت على رؤوس ساكنيها.
فإلى العقلاء نوجه التحذير إياكم والانخداع بهذه الدعاية الخطيرة، واعلموا أن وجود قلة ممن ينطبق عليهم هذا الوصف تعرفونهم بحكم موقعكم واطلاعكم، ليس مدعاة لتعميمه على كل من يحاسب النظام، ويحاول أن يردع الظلم وسوء الرعاية ونهب خيرات البلاد، فيجعلكم النظام من حيث لا تشعرون أدوات تحرس فساده؛ لتقفوا بوجه أهلكم وأبنائكم ورفاق السلاح، الذين لمسوا فساد الحال وسوء الرعاية، فخرجوا يطالبون بكرامة العيش ومحاسبة النظام على تقصيره، وتذكروا ذلك المشهد العظيم يوم القيامة عندما يتبرأ الأتباع من القادة بين يدي الله، حيث نقل لنا رب العزة إحدى هذه المشاهد فقال تعالى: ( وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ (21)، وقال تعالى : يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68). فليتبصر العقلاء كلام رب العالمين ولتكن طاعة الله وطاعة رسوله نبراس عملهم وطريقة تفكيرهم ففيهما عزة الدنيا ونعيم الاخرة والحمد لله رب العالمين.
كتبه للمكتب الاعلامي لحزب التحرير/ولاية الاردن الاستاذ: محمد أمين
|