المكتب الإعــلامي
ولاية الأردنالتاريخ الهجري | 10 من رجب 1442 |
التاريخ الميلادي | 2021/02/22م |
رقم الإصدار: | 10/1442 |
بيان صحفي:
100 عام على هدم الخلافة الإسلامية..
ألا تستحق منكم موقفاً مشرفاً يا علماء الأمة الإسلامية!
لقد بذل النبي ﷺ قصارى جهده في سبيل إقامة دولة الإسلام، ولاقى في سبيل ذلك شديد الأذى وعظيم المشقة، حتى تم له الأمر في المدينة المنورة بإعطاء الأوس والخزرج النصرةَ له ﷺ، فلما وصل ﷺ المدينة أخذ يقوم بأعمال رئيس الدولة والقاضي وقائد الجيش، وكان يرعى شؤون المسلمين ويفصل الخصومات بينهم، وأخذ يؤمّر على السرايا قوّاداً، ويرسل السرايا خارج المدينة، وبذلك أقام الدولة في المدينة من أول يوم أقام فيها، وأخذ يركِّز هذه الدولة ببناء المجتمع على أساس ثابت، وتهيئة القوة الكافية لحماية الدولة ونشر الدعوة.
وكان من حرص النبي ﷺ أن اعتنى بحال المسلمين ودولتهم حتى بعد وفاته ﷺ، فعن أَبي هريرةَ رضي الله عنه قَالَ: قالَ رَسُول اللَّه ﷺ: «كَانَت بَنُو إسرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبياءُ، كُلَّما هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبيٌّ، وَإنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي، وسَيَكُونُ بَعدي خُلَفَاءُ فَيَكثُرُونَ»، قالوا: يَا رسول اللَّه، فَما تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «أَوفُوا بِبَيعَةِ الأَوَّلِ فالأَوَّلِ، ثُمَّ أَعطُوهُم حَقَّهُم، وَاسأَلُوا اللَّه الَّذِي لَكُم، فَإنَّ اللَّه سائِلُهم عمَّا استَرعاهُم»، وعَنْ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْماً بَعْدَ صَلَاةِ الغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا القُلُوبُ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافاً كَثِيراً، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ».
فلما تُوفي النبي ﷺ أدرك الصحابة رضوان الله عليهم وصيته، وأدركوا عِظم أمر وجود إمام للمسلمين، فسارعوا إلى نصب خليفة عليهم ليحكمهم بشرع الله عز وجل، يقول الإمام الجويني: "وأما أصحاب رسول الله ﷺ رأوا البدارَ إلى نصب الإمام حقاً؛ فتركوا لسبب التشاغلِ به تجهيزَ رسول الله ﷺ ودفنه؛ مخافة أن تتغشاهم هاجمةُ محنة".
ولقد ظل علماءُ الأمة الإسلامية بسلَفِهم وخَلَفِهم مجمعين على وجوب وجود خليفة للمسلمين:-
قال ابن حزم في "الفصل في الملل والأهواء والنحل": "اتفق جميع أهل السنة وجميع الشيعة، وجميع الخوارج - ما عدا النجدات منهم - على وجوب الإمامة".
- وقال ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري": "وقال النووي وغيره: وأجمعوا على أنه يجب نصب خليفة وعلى أن وجوبه بالشرع لا بالعقل".
- وقال ابن خلدون في "المقدمة": "إن نصب الإمام واجب قد عرف وجوبه في الشرع بإجماع الصحابة والتابعين".
- وقال النسفي في "العقائد": "والمسلمون لا بد لهم من إمام يقوم بتنفيذ أحكامهم وإقامة حدودهم وسدّ ثغورهم وتجهيز جيوشهم وأخذ صدقاتهم وقهر المتغلبة المتلصصة وقطاع الطريق وإقامة الجمع والأعياد...".
- وقال القرطبيّ في "تفسيره": "هذه الآية أصلٌ في نصب إمامٍ وخليفةٍ يُسمعُ له ويطاعُ؛ لتجتمع به الكلمةُ؛ وتنفذ به أحكامُ الخليفة. ولا خلافَ في وجوب ذلك بين الأُمة ولا بين الأئمَّة إلا ما روي عن الأصَمِّ حيث كان عن الشريعة أصمَّ".
فإلى الأمة الإسلامية عامة، وإلى المشايخ والعلماء خاصة:
إن ما آلت إليه أحوال المسلمين اليوم، من ذلٍ وهوانٍ واستضعاف، إنما هو بسبب تنحية حكم الإسلام عن الحياة بإسقاط دولة الخلافة الإسلامية. ولقد بيّن أبو بكر رضي الله عنه أسباب صلاح الأمة وفسادها، فأجاب على المرأة التي سألته: "ما بَقَاؤُنَا علَى هذا الأمْرِ الصَّالِحِ الذي جَاءَ اللَّهُ به بَعْدَ الجَاهِلِيَّةِ؟" قالَ: "بَقَاؤُكُمْ عليه ما اسْتَقَامَتْ بكُمْ أئِمَّتُكُمْ"، ويعلق الحافظ ابن حجر على هذا الحوار فيقول: "لأن الناس على دين ملوكهم، فمن حاد من الأئمة عن الحال مال وأمال"، ويؤكد ابن تيمية ذلك فيقول: "معلومٌ أنه إذا استقام ولاة الأمور الذين يحكمون في النفوس والأموال، استقام عامة الناس، كما قال أبو بكر".
وها هي الأمة الإسلامية تمر عليها مئة عام دون خليفة لها يرعاها بحكم الإسلام، ودون إمام تُقاتل من ورائه وتتقي به.مئة عام وهي لا تعيش في ظل نظام الإسلام، بأنظمته الاقتصادية والاجتماعية ونظام الحكم وغيرها.
مئة عام وهي تعيش في ظل أنظمة لا تنبثق عن عقيدتها الإسلامية.مئة عام وتاج الفروض غير قائم.
مئة عام وقد هُدِم ما أجمع عليه العلماء من أهل الحديث وأهل الكلام، ومن الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية وغيرهم، من أنه لا قيام للدين إلا به، ولا تقوم للمسلمين قائمة إلا به.
ألا يستحق ذلك منكم موقفاً مشرفاً؟!
ألا يستحق ذلك منكم أن تُذكّروا المسلمين بهذه الفاجعة الأليمة؟!
ألا يستحق ذلك منكم أن تستنهضوا همم المسلمين للعمل لتحكيم هذا الدين وفق الطريقة الشرعية التي فرضها رب العالمين؟!
ألا يستحق ذلك منكم أن تشمروا عن سواعدكم فتعملوا مع العاملين لإقامة الخلافة على منهاج النبوة التي بشرنا بها المصطفى ﷺ؟!
ألا وإن أشدّ البلاء أن يُمسَّ الإسلام، ولا حِراك لمن أخذ الله عليهم الميثاق، فقوموا وأدوا ما افترضه الله عليكم تجاه دولة الإسلام، وتذكروا قول الله تعالى:
﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية الأردن |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: |
E-Mail: info@hizb-jordan.org |