إن ما يقوم به النظام في الأردن من الانحياز لدول الغرب المستعمر يمثل انتهاكًا صريحًا لمصالح الأمة، وتمكينًا لأعدائها منها، كما يمثل انحيازًا مرفوضًا لدول ظلم ما فتئت تمكر بالمسلمين في كل مكان، وتُعمِلُ فيهم قتلاً وتشريدًا، وإنَّ ما اتفقت عليه دول الإجرام أمريكا وروسيا من تسليم الأردن مهمة إعداد قائمة "بالجمعيات الإرهابية في سوريا"، وتأسيس مركز معلومات روسي في الأردن، وتنسيق الهجمات الجوية بين الروس والأردن للقيام بغارات داخل الأراضي السورية، كل ذلك يجعل من الأردن مشاركًا فعليًا، وفي صف أعداء الأمة.

إن ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية من جرائم يندى لها جبين البشرية عندما استباحت العراق وأفغانستان، وقتلت ودمرت وشوهت، مما جعلها المجرم الأكبر في تاريخ البشرية.
وكذلك فعلت روسيا في المسلمين، فأعملت فيهم القتل والذبح في أفغانستان والشيشان، وفي كل مكان كان لها يد بالتآمرعلى المسلمين.

واليوم قد اجتمع أساطين الكفر والنفاق في العالم، وأجمعوا كيدهم ليحبطوا ثورة المسلمين في الشام، وخاصة بعد أن رأوا بأم أعينهم مسيرة الثورة بالتجاه المطالبة بالخلافة الإسلامية والحكم بما أنزل الله تعالى.

وفي هذا الوقت بالذات يأتي دور النظام في الأردن، ليقوم بدور مشبوه يركز في الأذهان حقيقة عمالته للغرب وانحيازه لهم.

ونداؤنا اليوم لنواب الأمة في الأردن وإعلامييها: إن المسؤولية التي تقفون أمامها لمسؤولية عظيمة، فواجبكم يا نواب الأمة يقضي بالوقوف أمام النظام وأجهزته الأمنية والعسكرية وقفة عز وكرامة لمحاسبته، ومنعه من الزج بأبنائنا في حربه وقتله للمسلين لمصلحة أعدائنا، فوقفتكم اليوم بوجه النظام وأجهزته لها ما بعدها من تمكين للإسلام في ربوع الشام والأردن وغيرها من بلاد المسلمين.

إن وقفتكم اليوم بوجه المؤامرة تحمي أبناءكم من حمّام الدم القادم عبر المخطط الخبيث الذي تريده أمريكا ويدها في المنطقة روسيا، وهو جر المنطقة لحروب للسيطرة على مقدراتها، ولمنع قيام دولة الخلافة الإسلامية الراشدة، ويكون أبناؤكم وذراريكم هم وقود هذه الحرب!!

ونداؤنا لكم يا إعلاميي الحق، وصوت الحق أن تنحازوا لأمتكم، فتظهروا الحق والحقيقة، ولا تكونوا أداة يستخدمها النظام وأجهزته لجر الرأي العام لما يريده من فتن وحروب.

ونداؤنا صوت يثق به الناس، ونداؤنا صوت نوصله للناس فنقول لهم: إن انحياز النظام في الأردن لدول الغرب، وزجه بالأجهزة الأمنية والعسكرية في الحرب، لا يعدو كونه تنفيذًا لإملائاتٍ خارجيةٍ مآلها إهلاك الحرث والنسل، فمحاسبته عليها اليوم من أوجب الواجبات، فأروا الله اليوم منكم ما يحبه ويرضاه لكم، وانحازوا لأمتكم وعقيدتها تفوزوا في الدنيا والآخرة. قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ). (الأنفال 37( وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم».

كتبه عضو المكتب الإعلامي
الأستاذ ابراهيم حجات