أيتها الأمة الكريمة يا من وصفها الله في قوله: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ):

• أما آن لكم يا أمة محمد أن تتحركوا لنصرة أهلكم في الشام وفلسطين وبورما وشتى بلاد المسلمين؟!!

• أما استفز إيمانكم رؤية إخوانكم يقتلون على يد أحفاد القردة والخنازير في فلسطين؟!!

• أما استفز إيمانكم رؤية أهلكم في أرض الشام دماؤهم تسيل كالأنهار صباح مساء على يد طاغية العصر بشار عليه لعنة الله؟!!

• أما استفزت نخوتكم صرخات الثكالى اللاتي يستصرخنكم كل يوم على مرأى ومسمع العالم أجمع وما من ملبٍ لصراخاتهن؟!!

• أما استفزت مشاعركم مشاهدة الأطفال والنساء والشيوخ المقطعة أجسادهم جراء سقوط حمم من البراميل المتفجرة على رؤوسهم كل يوم؟!!

• أما استفزت رجولتكم رؤية الأقصى وقد دنسته قطعان يهود؟!!

• أما استفزكم تآمر حكامكم مع دول الكفر عليكم، وتخاذلهم عن تحريك الجيوش لتخليص الأمة من جراحاتها؟!!

• أما استفزكم تآمر حكامكم بتوجيه أسلحتهم التي شروها بأموالكم لقتلكم؟!!

• أما استفزكم حكامكم بفتح بلادكم لملل الكفر قاطبة تنهب وتسلب ثرواتكم على مرآكم ومسمعكم وأنتم جياع حفاة؟!!

• أما غلت الدماء في عروقكم لغياب شرع الله، وغياب سلطانكم المسلوب، وغياب دولتكم دولة الخلافة؟!!

• ما حجتكم يوم القيامة، وأنتم تردون على حوض نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم تطلبونه شربة ماء من يده الشريفة تذهب ظمأكم ويكون خصمكم عنده طفل مقتول أو امرأة انتهك عرضها أو شيخ قتل في محرابه؟!!

أيتها الأمة الكريمة: يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم: إن لم تغضبوا لكل ما يحدث من مصائب تصيبكم بسبب غياب الحارس الذي يحميكم، ويذود عنكم فمتى تغضبوا؟!!

أيتها الأمة الكريمة: يا أمة محمد عليكم أن تقفوا موقف العز مرة أخرى، وتعيدوا مجدكم التليد، وتنشروا العدل في الدنيا بعدما ملئت جورًا، وتنيروا الكون بعدما عم ظلام الكفر، عليكم أن تقفوا في وجه الظالم، وتقولوا كلمة الحق، وترفعوا راية التوحيد خفاقة عالية، وتزيلوا كل رايات الذل والخنوع التي قسمت جسدكم، وفتت قوتكم، وجعلت أرذل الناس يمتطون صهوتكم!!

يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم:

إن عزكم وفلاحكم هو بالعمل مع المخلصين من أبنائكم الذين يصلون ليلهم بنهارهم لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تحكم بشرع الله، وتقيم العدل، وتنشر الرحمة وتحفظ الأعراض والمقدسات. وتذكروا قوله تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ). (التوبة 24) وقول الله جل في علاه: (إِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم). (محمد 38) وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودّع منهم». (رواه الحاكم في المستدرك). فالله الله في دماء إخوانكم، الله الله في أعراض أخواتكم، الله الله في مقدساتكم، الله الله في دينكم.

كتبه عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن
محمد زلوم