قال تعالى وهو خير القائلين: (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا). (الأحزاب 23)

رحمة الله تعالى عليك أخي صلاح مرزوقة "أبا بلال"، إنا لله وإنا إليه راجعون ، وتقبلك ربي مع الصالحين والصادقين والشهداء والنبيين، ولا نزكي على الله تعالى أحدا، لقد كنت صادق الكلام والوعد، وعاملاً للدعوة رغم كبر سنك ومرضك، ولقد رافقتك مرات عديدة في العمل لحمل الدعوة على شكل وفود، فكنت حاضر العقل, أنيق الهندام, طيب النفسية، متحملاً أعباء السفر في سبيل الله تعالى، بل وحتى المشي الطويل على الأقدام!!

وقد كنت - رحمك الله - وفيًا بوعدك, دقيقًا في مواعيدك، ولقد أحببتك رغم تأخر فترة مرافقتي لك التي استمرت منذ عام 2009م إلى عام 2012م، فكنا نلتقي مرتين أو أكثر أسبوعيًا رغم تجاوزك السبيعين من العمر، ولم يكن عندي في تلك الفترة وسيلة نقل، فكنت تأتي لتأخذني بسيارتك إلى مكان العمل، متحملاً الكثير من الأعباء, متجشمًا الكثير من المشقات في سبيل أعمال حمل الدعوة.

وقد لفت نظري حبك لتأمل, وتدبر آيات القرآن, وسماع تفسيره أو البحث عن معنى آية أو كلمة في آية، لله درك يا أبا بلال كم أعطيتني من عزيمة, وكم قويت من عزيمتي, وغرست في نفسي حب العمل, والتفاني, والاندفاع الشديد, وبذل المزيد من التضحيات والجهود في حمل الدعوة.

لله درك يا أبا بلال!! كم كنت منفقًا في أبواب الخير .. لله درك كم كنت صادقًا .. لله درك كم كنت دقيقًا في مواعيدك .. لله درك كنت فارسًا تعرف الرجال وتحبهم .. لله درك كم كنت متواضعًا، لا تفرق بين غني وفقير, ولا بين عامل ومهندس أو طبيب ..

لله درك يا أبا بلال!! لقد أعطيت من عرَّفك على طريق حمل الدعوة حق قدره, فذكرته بالخير مقرًا بجميله, ومعترفًا بفضله، فقلت: ذاك العامل البسيط له فضل كبير عليَّ وعلى أهلي, فهو من عرفني على فكر حزب التحرير, ولفت انتباهي إليه بقوة، فالتزمت وأهلي وجميع من أعرف بطريق الحق!!

رحمك الله تعالى يا أبا بلال!! يا رفيق الدرب في حمل الدعوة, ودرب العمل الجاد المجد، وغفر الله لك، وتقبلك ربي في عباده الصالحين مؤمنًا تقيًا نقيًا, مع العاملين المخلصين لرفع راية رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فوق دار الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي تجمع شعث بلاد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً  فَادْخُلِي فِي عِبَادِي  وَادْخُلِي جَنَّتِي (الفجر 27-30)

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - الأردن

الأستاذ وليد نايل حجازي "أبو محمد"