25 من ذي القعدة 1445    الموافق   May 14, 2024

بسم الله الرحمن الرحيم




ما العمل؟

عندما ننظر في واقع الأمة الإسلامية, والهجمة الاستعمارية المستعرة ضدها، ندرك مقدار الجهود التي يجب أن تبذلها الأمة الإسلامية حتى تستطيع أن تقف في وجه أعدائها، وتستعيد عزتها وكرامتها مرة أخرى.


إن الأمة بذلت أموالا ودماءً من أجل قضية فلسطين مثلاً، ولكنها لم تنتج شيئًا من إعادة فلسطين, وطرد يهود منها، لسبب بسيط وهو أن هذه الجهود لم تكن ترى أبعد من الأرنبة، ألم نخسر فلسطين كنتيجة حتمية لضياع دولة الخلافة؟ أم أننا نريد فلسطين دولة وطنية ضغثًا علی إبالة؟ حتى هذه لم تحصل رغم المناداة بها دوليا!!


القضية المصيرية التي يجب أن تكون هي أن تعيش الأمة تحت ظل الخلافة علی منهاج النبوة وأقول: الأمة الإسلامية جمعاء لا جزء منها أو أجزاء متناثرة. وإن كانت بداية التغيير في جزء, ولكن القصد يكون في الأمة كلها.


من هنا يتضح أن الجهود المثمرة لا تكون إلا في العمل لإرجاع نظام الخلافة, وعلى أساس وحدة هذه الجهود تحت قيادة حزبية واعية, تأخذ قيادة الأمة لهذا الإنجاز العظيم، وخلاف ذلك لا قيمة صحيحة للعمل, ولا يحقق النتائج المطلوبة, ذلك أن الله عز وجل لا يعطي نصره لفئات متفرقة كل يغني علی ليلاه, بل يعطي نصره لفئة مخلصة التوجه إليه وحده أولا, ثم لا تسير إلا علی منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في العمل للتغيير والوصول إلی الأهداف العليا.


إن القتل والتدمير الذي يحصل في بلاد المسلمين (الشام مثلاً) إنما يهدف إلی تدمير القوى المخلصة، وتشتيت ما تجمع منها, وخلق حالة من الفوضى لئلا يتمكن المسلمون من جمع القوى ومجابهة الباطل جبهة واحدة.


نحن نعي الأمر جيدًا, وكذلك العدو, فالمسألة سباق بين قوى الإيمان, وقوی الكفر من الذي يصل أولاً؟ واضح أن الأمة لا تعطي انقيادها لجبان, أو لمن يعمل فيها قتلاً, أو يعمل مع أعدائها خيانةً, أو تقاطع مصالح, بل تعطي انقيادها لمن يخلص النصيحة لها, ويثبت في موطن الحق والإخلاص لله تعالى, فلا يتركها لاعدائها.
لذلك علی كل من ينخرط بعمل يدافع به عن الأمة، عليه أن يدرك أن خلاصه وخلاص أمته فقط بإيجاد كيان سياسي قائم علی شريعة الله لا غير, وليس مخلوطًا بأي شيء, بل نقي خالص قوي كما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. يقول الحق سبحانه وتعالى: (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا, الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).


كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية الأردن
الأستاذ هيثم الناصر

 

     
13 من شوال 1437
الموافق  2016/07/18م
   
     
 
  الكتب المزيد
 
  • الدولـــة الإسلاميـــة (نسخة محدثة بتاريخ 2014/12/04م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند فتح الملف) الطبعة السابعة (معتمدة) 1423ه... المزيد
  • من مقومات النفسية الإسلامية الطبعـة الأولى 1425هـ - 2004 م   (نسخة محدثة بتاريخ 2014/10/21م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند فتح الم... المزيد
  • النظام الاقتصادي في الإسلام الطبعة السادسة (طبعة معتمدة) 1425 هـ - 2004م   (نسخة محدثة بتاريخ 2014/01/04م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة... المزيد
  • النظام الاجتماعي في الإسلام الطبعة الرابعة 1424هـ - 2003م (معتمدة)   (نسخة محدثة بتاريخ 2013/09/10م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الصفحة عند ف... المزيد
  • نظــــام الإســـلام   الطبعة السادسة (طبعة معتمدة) 1422هـ - 2001م   (نسخة محدثة بتاريخ 2012/11/22م) (للتنقل بين صفحات الكتاب بكل أريحية الرجاء الضغط على أيقونة "Bookmarks" الموجودة في أعلى الجانب الأيسر من الص... المزيد