قام برنامج صوت حياة البرنامج الصباحي الذي يُبث على إذاعة حياة اف ام بسؤال استطلع فيه آراء المستمعين ومتابعيه على شبكات التواصل الاجتماعي على اثر الجرائم المتعددة التي انتشرت اخبارها خلال الايام الثلاثة الماضية في الأردن، وكان السؤال الإستطلاعي حول ماهية أسباب انتشار الجريمة؟ وذلك على إثر الجريمة البشعة التي اختطفت فيها الطفلة نيبال أبودية وتوفيت على إثرها، وكذلك حوادث اختطاف وقتل وسرقات وغيرها من الجرائم التي لاتلبث أن يستيقظ الناس في الأردن عليها إذا ما خبت فترة من الزمن.
إن المستمع لآراء الناس يلاحظ أن غالبية الاستجابات تعزو الاسباب وراء انتشار الجريمة هو غياب تطبيق شرع الله الذي أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم ومستدلين بقول الله تعالى : (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) لمعالجة الجريمة، ومن الأسباب أيضا التي ذكرت أيضاً في البرنامج؛ العوز والفقر وسوء التربية الأسرية، والبعد عن الدين وسوء الأخلاق.
إن المراقب للرأي العام يجد أن الناس تعلم أن سبب شقائها هو غياب الإسلام كمنهاج حياة، فبالإضافة لضيق العيش، وتفشي العنوسة والبطالة، وانتشار الفساد من خلال تطبيق النظام العلماني الرأسمالي، زادت الجرائم التي تهدد الناس، ونظام العقوبات المطبق في بلادنا فاشل كغيره من أنظمة المجتمع؛ إقتصادية رأسمالية، أو تعليمية غربية، أو نظام حكم وإدارة للبلاد.
إن الناظر للعقوبات التي جاء بها الإسلام كتشريع من الله يجدها جابرة زاجرة، جابرة لأنها تجبر عنه العقوبة في الآخرة، وزاجرة تزجر وتردع ضعفاء النفس، قليلي الأمانة، مجرمي السلوك، عن فعل أي أذى لغيرهم لما سيترتب عليهم من عقوبة، تزجرهم عن فعل مثل هذه الأفعال.
وإن تطبيق هذه الحدود مرتبط بالدولة التي ترعى الناس وفق أوامر الله ونواهيه فتمنع أسباب الجريمة، وتحفظ المجتمع - مثلا تمنع الأسباب المؤدية للزنا من اختلاط وسفور وخلوة في الأماكن العامة، وتوفر أسباب العمل وتوزع الثروات بين الرعية كي تقضي على الفقر ومظاهره- ، بل إن الإسلام درأ الحدود بالشبهات ودرأها كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما أصاب المسلمون الجوع في زمن حكمه رضي الله عنه.
أما في ظل غياب شرع الله وأحكامه فإن الأذى والخوف والرهاب الإجتماعي هو ما يسود المجتمع، فمن منكم يأمن على أبنائه في الشارع اليوم؟
أيها المسلمون إن غياب شرع الله عن التطبيق في جميع مناحي الحياة نتج عنه كل ما تعانونه من آلام وآهات وضنك، فهل إلى عمل ينجيكم مما أنتم فيه، تعزون به في الدنيا والآخرة، فبتطبيق الإسلام في واقع حياتنا يتم من خلاله حفظ المجتمع وينشًّأ أبناؤنا على تعلم الإسلام كما كان المسلمون يتعلمونه بالتلقي الفكري والتطبيق العملي في حياتهم مباشرة وبتطبيق النظام الإقتصادي والإجتماعي، وبعد تطبيق الإسلام وتأمين حاجيات الناس الأساسية يطبق نظام العقوبات الرباني على من يتعمد الخطأ، فما من نظام رحيم يحفظ مجتمعنا ونأمن في حياتنا، فهلموا وشاركونا في حملتنا التي أطلقها حزب التحرير في الأردن - حملة ومن أحسن من الله حكما - لنغير حالنا من هذا الحل السيء لما يرضي ربنا ولننبذ الأنظمة الوضعية التي ببقائها ستبقى الأمة تعيش البؤس والشقاء وانتشار الجريمة، وكل ذلك لا يمكن ان يتم عملياً إلا بإقامة الكيان التنفيذي السياسي للإسلام وهو خلافة راشدة على منهاج النبوة.
(أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50))
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية الأردن
محمد محمد أحمد
|